سيدي
لي الشرف أن أبعث لكم بالتفصيلات الآتية؛ ليحيط اللوردات مندوبو الأميرالية بها علما.
إنه عندما ورد لي تعريف (صورته طيه) من اللفتنانت سمث دورين
Smith-Dorrien
مضمونه أن مدفعين سينصبان عما قريب في حصن السلسلة، أرسلت بلاغا إلى قائد الإسكندرية الحربي أعلنته فيه بأني سأضرب الحصون عند شروق شمس يوم 11 إن لم تسلم لي قبل هذا الوقت البطاريات المقامة على برزخ رأس التين وساحل الإسكندرية الجنوبي لأعطلها، وبهذه الوسيلة أكون قد نفذت تعليمات اللوردات التي وردت إلي في 10 الجاري.
وفي الصباح الباكر من يوم 11 شوهدت السفينة هلكن متجهة نحو المدرعة إنفنسيبل التي كانت راسية في ممر البوغاز ويخفق عليها علمي. وفي منتصف الساعة السابعة صباحا أخبرت هلكن بالإشارات أن على ظهرها ضباطا من المصريين يرغبون الاتصال بي. وقد قدم هؤلاء الضباط إلى بارجتي وهم ياور درويش باشا واثنان من المصريين وسلموني خطابا من سعادة راغب باشا رئيس مجلس النظار وناظر الخارجية (صورته طيه) يقول فيه إنه مستعد لإنزال ثلاثة مدافع، فأخبرتهم أنه من المستحيل قبول مثل هذا الاقتراح، وأرسلت إلى سعادته الرد بهذا المعنى (صورته طيه).
ولما تيقنت أن الضباط وصلوا إلى البر آمنين أمرت بإطلاق النار على الحصون، فأتى الرد حالا بشدة من خطوط المكس، ومن البطاريات المنصوبة على الطوابي التي وراء الشعوب التي بجانبي البوغاز، ومن رأس التين، ومن حصني الأطة وفاروس.
وفي الصباح الباكر من يوم 12 بعد أن صوبت طلقتين أو ثلاثا على حصن فاروس رفع عليه علم الهدنة، وعندئذ أرسلت ضابط أركان الحرب الأونورابل هدورث لامبتن إلى الإسكندرية؛ ليستطلع السبب في رفع هذا العلم وزودته بتعليمات (صورتها طيه) فحواها أن يطلب بالنيابة عني تسليم البطاريات المطلة على ممر البوغاز. وتجدون طيه إجابته التي لا تدع شكا في أن الغرض الوحيد من ذلك لم يكن إلا حيلة لاكتساب الوقت. وعلى أثر ذلك نزلت الراية.
وصوبت طلقة أخرى على المرتفعات القائمة عليها بطاريات ثكنات المكس، فارتفع العلم مرة أخرى، فأرسلت اللفتنانت هدورث لامبتن والقومندان مورسن من ضباط السفينة هلكن إلى يخت المحروسة الخاص بسمو الخديو، فلم يعثرا على أحد فيه وأعطيا إشارة بأن المدينة أخليت. ولما رجعت هلكن كان الليل قد أرخى سدوله.
وعندما أشرقت شمس اليوم وأخذ الأسطول يتحرك دخلت الميناء، فتبينت أن النار كانت مشتعلة في مواضع شتى من المدينة، ومن جملتها سراي الحريم في قصر رأس التين وأن الجنود أخلت الحصون.
ناپیژندل شوی مخ