یهودیت په عقیده او تاریخ کې
اليهودية في العقيدة والتاريخ
ژانرونه
ثم تجاذبوا أطراف الحديث و: «قالوا هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجا رأسه بالسماء ونصنع لأنفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الأرض» (تكوين 11: 4).
فكيف جال بأذهانهم أن يقوموا بالدعاوة لأنفسهم في عالم ليس فيه غيرهم، وأن يكونوا فيه معلمين؟ وكيف يحول اشتهار اسمهم وذيوع صيتهم دون تشتتهم في مختلف أقطار المعمورة؟ وكيف دار في أخلادهم أن يبنوا مدينة وهم لم يروا مدينة من قبل؟ إن المدن تبنى في قرون، والمثل الإنجليزي يقول: إن روما لم تبن في يوم واحد.
ولسنا ندري ما الذي آلت إليه فكرة بناء المدينة؛ ولهذا نقتصر على قصة البرج.
زعم حاخامو اليهود أن ذلك البرج جاوز في ارتفاعه مائة كيلومتر، ومن السهل بناء القصور في الهواء، أما نحن فلا يخالجنا شك في أنه، على فرض صحة القصة، كان دون مائة متر.
وقد عزا المؤرخ اليهودي يوسفس بناء البرج إلى أن «نمرود» بن كوش بن حام بن نوح (تكوين 10: 8-10).
أعلن قومه بأنه سيقتص من الله إذا بدأ له أن يغرق العالم مرة أخرى، وأنهى إليهم أنه سيبني برجا لا ترقى إلى ذروته المياه ييسر له أن يثأر من الله لأجداده المغرقين.
ويستفاد من هذه القصة أن القوم لم يثقوا بما عاهدهم الله عليه هم والبهائم حين: «كلم الله نوحا وبنيه معه قائلا: وها أنا مقيم ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم، ومع كل ذوات الأنفس الحية التي معكم. الطيور والبهائم وكل وحوش الأرض التي معكم من جميع الخارجين من الفلك حتى كل حيوان الأرض. أقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد أيضا بمياه الطوفان. ولا يكون أيضا طوفان ليخرب الأرض» (تكوين 9: 8-11).
كان بناة البرج يحلمون بأن يعتلوا متن القبة الزرقاء، وكانوا يخالونها جسما صلبا ألصقت بباطنه الشمس والقمر والنجوم، ويحسبونها لا تعلو كثيرا على مستوى السحب.
إن الذين أوتوا حظا من العلم يضحكون من هذا الحلم؛ لأنهم يعلمون أن بناء برج يصل إلى القمر، وهو أقرب الأجرام السماوية منها وتعد الشقة بيننا وبينه كقفزة البرغوت بالقياس إلى ما بيننا وبين الأجرام السماوية الأخرى، يقتضي أن تنبسط قاعدة هذا البرج حتى تغطي وجه الكرة الأرضية كله وأن تستعمل في بنائه مواد تماثل المواد التي في كتلة الكرة الأرضية خمسين ضعفا.
لقد كشف الذين دونوا هذه القصة عن جهالة عمياء، وحاشا لله جل جلاله أن يكون على غرارهم في الجهالة فيذعره ما أجمع القوم عليه من غزوه في علياء سمائه حتى إنه لم يلبث أن: «نزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما» (تكوين 11: 5).
ناپیژندل شوی مخ