101

یهودیت په عقیده او تاریخ کې

اليهودية في العقيدة والتاريخ

ژانرونه

كيف رجعت الحيوانات من جبال أراراط المجللة بالثلوج (لأنها فوق خط الثلج الدائم إذ إنها تعلو مستوى سطح البحر بأكثر من 4 كيلومترات) إلى مواطنها الأول في متباين القارات؟ وكيف اهتدت إلى تلك المواطن حيث كانت تعيش بنات أجناسها؟ وكم سنة استغرقتها الحيوانات الوئيدة السير في مآبها آلاف الكيلومترات والباقي من عمرها لا يفي بذلك؟ •••

من العسير أن يجيب المرء عن أي من هذه الأسئلة بإجابة مقنعة؛ فقصة الطوفان اليهودية لا تقبل دفاعا ولا يسلم بصحتها في الوقت الحاضر إلا رجل يفكر في القرن العشرين بعد الميلاد تفكير الذين كانوا يعيشون في القرن العشرين قبل الميلاد؛ رجل يتمتع بعقل كعقول الأطفال وتصديق ساذج كتصديق العجائز.

برج بابل

كان الناس، والبشرية في طفولتها، يشعرون بتقاصر أنفسهم بين أيدي الآلهة وتحاقرها إليهم. وقد عبروا عن تلك المشاعر في مواطن شتى بأساطير مختلفة تقص أنباء جبابرة عصاة طمحوا إلى مشاركة الآلهة في السماء أو نفيهم منها، فابتلى الآلهة أولئك الجبابرة التاعسين ببلبلة ألسنتهم عقابا لهم على ما اجترحوا من إثم، ومن ذلك ما يرويه أهل المكسيك نقلا عن أسلافهم الأقدمين من أن أحد الذين نجوا من غائلة الطوفان بنى هرما ليبلغ به أسباب السماء، فأوغرت جرأته صدور الآلهة، فرموا البناء بشعلة من نار فأتت النار عليه وأصبحت كل أسرة من بناة الهرم تنطق لسانا خاصا بها.

1

وليست أسطورة برج بابل التي يتناقلها اليهود في هذا المعنى بعبرية الأصل، بل هي - كالكثير من أساطير التوراة - مستعارة بحذافيرها من الكلدانيين؛ فقد روى الكاهن الكلداني بروزس أن الرعيل الأول ممن عمروا الأرض، وقد كانوا ضخام الأجسام موثقي القوة، حقروا الآلهة واستسخروا منهم وأقاموا برجا يبلغ رأسه عنان السماء، وما عتمت الرياح أن ساعفت الآلهة فأطاحت بالبرج،

2

وأحدث الآلهة بلبلة في ألسنة الناس وكانوا قبل يتكلمون لسانا واحدا. ومن المحتمل أن تكون هذه القصة مما كان الكلدانيون يتذاكرونه عن معبد بلوس الشهير الذي لم يتم بناؤه وهو من روائع العمارة.

يذكر الكتاب المقدس أن ذرية نوح كلها. وقد كثر عددها بعد الطوفان، ارتحلت ميممة صوب المشرق إلى أن حطت رحالها في أرض شنعار؛ أي في بابل، فأقاموا بها بعض الوقت ثم: «قال بعضهم لبعض هلم نصنع لبنا ونشوه شيا. فكان لهم اللبن مكان الحجر. وكان لهم الخمر مكان الطين» (تكوين 11: 3).

ويؤخذ من ذلك أن أولئك القوم توصلوا إلى اختراع الآجر دفعة واحدة دون أن يتدرجوا في صناعة مواد البناء فيبدءوا بصنع اللبن المجفف في أوار الشمس ويشيدوا به منازلهم ردحا من الدهر ثم ينتقلوا خطوة تالية فيشووه في النار.

ناپیژندل شوی مخ