وزیران او کتابونه
الوزراء والكتاب
ژانرونه
وكان أبو جعفر لما صرف خالد بن برمك عن الديوان، وقلده أبا أيوب. قلد خالدا فارس، فأقام بها خالد سنين، وأبو أيوب يسعى عليه، ويخص أبا جعفر على مكروهه، ويسعى به ليسقطه من عينه، لأنه كان يعرف ما فيه من الفضل ويتخوفه على محله، وأن يرده أبو جعفر إلى الديوان الذي كان يتقلده. فلما كثر ذلك على أبي جعفر، صرف خالدا عن فارس ونكبه، وألزمه ثلاثة آلاف ألف درهم، ولم يكن عنده إلا سبع مئة ألف درهم، فصدقه عن ذلك، فلم يصدقه وأمر بمطالبته بالمال. فأسعفه صالح صاحب المصلى بخمسين ألف دينار، وأسعفه مبارك التركي بألف ألف درهم، ووجهت الخيزان بجوهر قيمته ألف ألف درهم، ومائتا ألف درهم، رعاية للرضاع بين الفضل ابنه وبين هارون ابنها. واتصل ذلك بأبي جعفر فتحقق عنده قوله إنه لا يملك إلا ما حكى، فصفح له عن المال، فشق ذلك على أبى أيوب، وأحضر بعض الجهابذة ودفع إليه مالا، وأمره أن يعترف إنه لخالد، ودس إلى أبي جعفر من سعى بالمال، فأحضر الجهبذ، فسأل عن المال فاعترف به، فأحضر خالدا فسأله عن ذلك، فحلف بالله إنه لم يجمع مالا قط، ولا ذخره ولا يعرف هذا الجهبذ، ودعا إلى كشف الحال، فتركه أبو جعفر بحضرته، وأحضر النصراني، فقال له: أتعرف خالدا إن رأيته؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، أعرفه إن رأيته فالتفت إلى خالد وقال: قد أظهر الله براءتك. وهذا مال أصبناه بسببك، ثم قال للنصراني: هذا الجالس خالد، فكيف لم تعرفه؟ قال: الأمان يا أمير المؤمنين، وأخبره الخبر، فكان لا يقبل من أبي أيوب بعد ذلك شيئا في خالد.
ولما بنى بعد ذلك أبو جعفر مدينة السلام قسمها أرباعا، فجعل الربع الأول منها إلى أبي أيوب وزيره، والربع الثاني إلى عبد الملك بن حميد كاتبه، ولعبد الملك قطيعة وربض يعرف بعبد الملك بن الملك بن حميد في الجانب الغربي، والربعين الآخرين إلى الربيع،
مخ ۹۷