191

وزیران او کتابونه

الوزراء والكتاب

[104]

دعاني موسى ليقتلني، فإذا بخادم يقول لي: السيدة تريدك، فأتيت الخيزران، فقالت لي: إن هذا الرجل قد مات، ونحن نساء، فادخل فأصلح من أمره، فدخلت، فإذا بأمة العزيز تبكي عند رأسه وهو ميت، فغمضته، وانطلقت إلى الخلد أريد الرشيد، فلما وصلت إلى داره وجدته نائما، وتلقاني خادم، فقال: ولدت مراجل غلاما، فأتيت الرشيد، فأنبهته، فسر لي لما رآني، وقال: ما الخبر؟ فقلت له: لتهنئك الخلافة، وغلام من مراجل، وكان عبد الله المأمون وكانت ليلة مات فيها خليفة، وولي فيها خليفة، وولد خليفة، وذلك في سنة سبعين ومائة. ودعا يحيى بيوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب، فأمره أن يكتب بالخبر إلى الآفاق، ففعل ذلك.

قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: قال لي الهادي يوما: غنني جنسا من الغناء أطرب له. ولك حكمك. فغناه:

وإني لتعروني لذكراك فترة ... كما انتفض العصفور بلله القطر

قال: أحسنت والله، وضرب بيده إلى جيب دراعته، فحطه ذراعا، وقال له: زدني، فغناه:

فيا حبها زدني جوى كل ليلة ... ويا سلوة الأيام موعدك الحشر

فضرب بيده إلى جيب دراعته، فحطها ذراعا آخر. وقال: والله زدني. فغناه:

هجرتك حتى قيل لا يعرف الهوى ... وزرتك حتى قيل ليس له صبر

فقال: أحسنت والله. وحط جميع دراعته، وقال لي حكمك، لله أبوك وأمك. فما تريد؟ فقلت له: أريد عين مروان بالمدينة، فدارت عيناه في رأسه، حتى صارتا كأنهما جمرتان، وقال لي: يا بن اللخناء، أردت أن تشهرني بهذا المجلس، فيقول الناس: أطربه فحكمه، فتجعلني سمرا وحديثا، ثم أحضر إبراهيم بن ذكوان، فلما حضر، قال: يا إبراهيم، خذ بيد هذا الجاهل، فأدخله بيت مال الخاصة، فإن أخذ كل ما فيه فخله وإياه، فدخلت فأخذت خمسين ألف دينار.

مخ ۱۹۱