ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن
ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن
خپرندوی
مبرة الآل والأصحاب
د ایډیشن شمېره
الرابعة
د چاپ کال
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
د خپرونکي ځای
الكويت
ژانرونه
عثمان، ولتعلمن أني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى، فتجنّ ما بدا لك، والسلام) (^١).
فلما نشب القتال بين صفوف المسلمين، وسالت الدماء فيما بينهم، انتهت المعركة برفع جيش معاوية ﵁ المصاحف، طالبين التحكيم فيما بينهم بما يرضي الله ﷿، فرضي خليفة المسلمين علي ﵇ بهذا الطلب ورجع إلى الكوفة، ورجع معاوية ﵁ إلى الشام بشروط اتفق عليها الطرفان.
وقد قصّ أمير المؤمنين علي ﵇ للأمصار ما جرى بينه وبين أهل صفين، فقال: (وكان بدء أمرنا أنَّا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد، ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، والأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان، ونحن منه براء) (^٢).
ولم يكن الأمر سرًّا، أو ما جرى بين الصحابة في صفين في خفاء عن المسلمين، أو عن أحد من أهل بيت النبي ﵌، بل كان الحدث جليًا معلومًا تتداوله ألسنة الأئمة فيما بينهم. فقد روى الإمام جعفر الصادق عن أبيه: أن عليًا ﵇ كان يقول لأهل حربه: (إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم، ولم نقاتلهم على التكفير لنا، ولكن رأينا أنَّا على الحق ورأوا أنهم على الحق) (^٣).
إن تلك الخلافات والفتن التي حدثت بين أصحاب النبي ﵌ من قتال فيما بينهم، مع بغي أحدهم على الآخر، وما حصل بينهم بعد ذلك من إصلاح وتحكيم بما يرضي الله ﷿، ثم قبول كل من الطرفين بهذا الحكم، إنما يذكرنا بقول الله ﵎: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٩) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
(^١) نهج البلاغة: (ص: ٣٦٦)، بحار الأنوار: (٣٣/ ٧٦). (^٢) نهج البلاغة: (ص: ٤٤٨)، بحار الأنوار: (٣٣/ ٣٠٦). (^٣) قرب الإسناد: (ص: ٤٥)، بحار الأنوار: (٣٢/ ٣٢٤).
1 / 69