ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن
ما قاله الثقلان في أولياء الرحمن
خپرندوی
مبرة الآل والأصحاب
د ایډیشن شمېره
الرابعة
د چاپ کال
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
د خپرونکي ځای
الكويت
ژانرونه
القتال بينهم بمؤامرة أخرى تكشف عن مكرهم وغدرهم، فدبروا المؤامرة ليلًا، والتي تمثلت في قتلهم من كلا الجيشين أفرادًا، حتى ظن كل من الجيشين غدر الآخر وخفيت هذه المكيدة على الفريقين، فكانت سببًا في نشوب الحرب بين الصفين.
معركة صفين:
لم تكن معركة صفين مختلفة عن واقعة الجمل بأطرافها أو الغاية منها، لذا ذكر علماء التاريخ أن سبب الخلاف والقتال بين أمير المؤمنين علي ومعاوية في صفين لم يكن بسبب أن لمعاوية طمعًا وتطلعًا للخلافة كما يدعي ويروج له الكثير من الكتاب.
فمعاوية لم يرفع إلى الخلافة رأسًا، ولم يبايع له بها أحد من المسلمين، ولم يقاتل عليًا على أنه خليفة، بل كان سبب الخلاف بين خليفة المسلمين علي بن أبى طالب وأمير الشام معاوية أنه لم يمتثل بما أمره به خليفة المسلمين من عزله من ولاية الشام والإقرار له بالخلافة.
كان معاوية يريد إنفاذ القصاص في قتلة خليفة المسلمين المغدور به، وقد أشيع كذبًا عند أهل الشام أن الخليفة عليًا امتنع عن معاقبة وملاحقة قتلة عثمان عند توليه خلافة المسلمين وبدلًا من ذلك قاتل أهل الجمل، وأن في جيشه من هو متهم في قتل خليفة المسلمين السابق.
وحرصًا من أمير المؤمنين على توضيح الأمر، وإبطال المزاعم المنشورة، وجمع شتات المسلمين، أرسل كتابًا لمعاوية، مبينًا فيه إثبات أحقية خلافته كما ثبتت خلافة من قبله مع تبرؤه من دم عثمان ﵁، فقال: (إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إمامًا كان ذلك لله رضًا، فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتِّباع سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى، ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم
1 / 68