274

وحی او واقع: د مینځپانګې تحلیل

الوحي والواقع: تحليل المضمون

ژانرونه

المجتمع

(1) وحدة الأمة

إذا كانت القضية الأولى في اليسار الإسلامي هي تحرير الأرض من الاحتلال واستكمال حركة التحرر الوطني، والقضية الثانية هي تحرير المواطن من كل صنوف القهر، والقضية الثالثة العدالة الاجتماعية ضد التفاوت الشديد بين الأغنياء والفقراء، فإن القضية الرابعة هي وحدة الأمة، عربية أو إسلامية.

فقد قضي على الدولة العثمانية وتقطعت أطرافها بعد الحرب العالمية الأولى. وسقطت الخلافة بعد الثورة الكمالية في 1923م. ووجد العرب في القومية العربية بديلا يحميهم من أطماع الاستعمار والتي لم تتوقف، تلم شمل الدول العربية التي أنشئت بفعل اتفاقية سايكس- بيكو. ثم انهارت القومية العربية بعد هزيمة يونيو (حزيران) 1967م وانتهى المشروع العربي التحرري القومي إلى احتلال مصر وكل فلسطين وسوريا. وبعد أن عادت إليها الروح في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973م انهارت مرة أخرى بعد غزو العراق لإيران في 1980م في حرب الخليج الأولى ووضع تناقض بين الثورة العربية والثورة الإسلامية، ثم غزو العراق للكويت في 1990م حرب الخليج الثانية ووضع تناقض بين القومية والقطرية.

والآن تغزى الدول من جديد كما حدث في العراق وأفغانستان. وتفكك الأوطان كما يحدث في السودان والصومال. وتتحول إلى فسيفساء طائفي عرقي مذهبي، سني وشيعي وكردي وتركماني في العراق، وسني ماروني درزي في لبنان، وسني شيعي في دول الخليج، ومسلم قبطي في مصر، وعربي بربري في المغرب العربي كله، وعربي أفريقي في السودان، وزيدي شافعي في اليمن، ونجدي حجازي في السعودية، وصومالي سنغالي في موريتانيا، ومغربي صحراوي في المغرب الأقصى. وبالتالي تأخذ إسرائيل شرعية جديدة من طبيعة الجغرافيا السياسية في المنطقة لإقامة دولة قومية يهودية في فلسطين، وطرد أكثر من مليون فلسطيني من عرب 1948م. وتمنع أكثر من مليونين آخرين من اللاجئين من نكبة 1948م ونكسة 1967م. وتنتهي أية قوة وحدوية في المنطقة، إسلامية أو عربية أو قطرية في الدول التاريخية في المنطقة، مصر والعراق والمغرب. ويقضى على إمكانية تكوين قطب إسلامي أو عربي في مواجهة القطب الأول، الولايات المتحدة الأمريكية، وإقامة عالم متعدد الأقطاب. فالعولمة ذات اتجاهين وليست اتجاها واحدا، توحيد المركز، مجموعة الثمانية، الشركات المتعددة الجنسيات، الغرب الصناعي، وتفتيت الأطراف في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية كي تبقى سوقا للاستهلاك أو مصادر للمواد الأولية أو للعمالة الرخيصة.

وقد ذكر لفظ «الأمة» ومشتقاته في القرآن حوالي مائة وثماني عشرة مرة. منها ما يقرب الثلث بمعنى الأم والرحم. فالأمة بمثابة الأم، أم الجميع. والثلثان تقريبا بمعنى الأمة، معظمها بالمفرد «أمة» وأقلها بالجمع «أمم». ومن اللفظ اشتق لفظ «إمام» بمعنى القيادة. والنادر «أمي» بمعنى صاحب العلم الطبيعي الذي لا يأتي فقط من القراءة والكتاب. فمحور استعمالات «الأمة» كفرد حوالي النصف.

وهي أمة واحدة، تعبيرا عن الإله الواحد، وانعكاسا لصفة الوحدانية في حياة البشر،

إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون . وهي أمة مسئولة على البشر جميعا. فهي آخر الأمم،

فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا . وهي صاحبة رسالة،

ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله . وهي رسالة الإله الواحد الذي يتساوى أمامه الجميع، وحدانية البشر، دون تمييز بين قوة وضعف، كثرة وقلة، لون أو لغة أو دين. أمة تدعو وتبلغ وتبين للناس. وهي رسالة خلقية توحيدية لا تقوم على المعيار المزدوج أو قسمة البشر إلى مركز ومحيط، متحضر وبدائي،

ناپیژندل شوی مخ