============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد لا تصحبنيء قال له: ولم؟ قال: لأني متوكل على الله تعالى وأنت استصحبت الزاد معك وكأنك تريد أن تسكن النفس إلى العادة والزاد فترجع من الله تعالى إلى الرغيف.
قال له إبراهيم والله لو رأيتك مييا من الجوع ما أطعمتك شيئا من هذا فلا تخش من ذلك.
فلما سارا من عند الأعرابي حصل لهما عطش شديد فتزلا من الحاجر إلى المراعي التي كانت الرعيان فيها ترعى أغنامهم ليحدا شيئا من الحسيان التي كانوا يشربون منها، فوجدا حسيا طلع الماء على غير العادة فشربا وتوضاا، وملأ إبراهيم إبريقا من ذلك الماء - ولم يكن من عادة الفقير أن يفعل ذلك - فاستشعر الفقير أن إبراهيم قصد أن يطلع أصحابه على ذلك، وأن ذلك كرامة.
فسكت الفقير إلى أن وصلا المسجحد الذي بالبر، فوقف الفقير يكنسه ويصلحه وابراهيم يستعجله للسفر وورود البلد الذي فيها أصحابه، وكلمه في ترك إصلاح المسحد بكلام مؤلم فلم يرجع الفقير إلى قوله، ثم إن إبراهيم خرج وترك الإبريق في المسجحد فأخذ الفقير الإبريق وتوضأ بما فيه من الماء ورش بقيته في المسجد وصلى ركعتين تحية المسجد وجلس في القبلة، فلما جاء إلى الإبريق ووجده فارغا، فوجد من ذلك وجدا عظيئا، وصدر منه من الكلام المؤلم المفحش أمر عظيم فلم يكلمه الفقير كلمة واحدة.
فلما تعب من سبه وشتمه قال له: أشتهي أن توصلني إلى البلد؛ فإني لا أعرف الطريق - وكان الفقير يعرف الطريق- فسار به إلى البلد وأحضر لهما زادا، وأخرج ابراهيم ما في حرابه فإذا هو قد تغير ودود فلعله قال: انظر إلى إهك الذي ظلت عليه عاكفاء.
وقدقلت: حاشى حنايكم العزيز من الذي يعتاض عنكم بالمحال الباطل أم كيف يصلح أن يقاس لواجي بالاستحالة في قياس العاقل بل لأ قيامن ولا مثال في الهوى إلأ لمثل موضع للجاهل [715 2/61 dd/602) 6.
مخ ۴۰