============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد وحنايكم هذا الرفيع منزة عن كل ذلك أو وضوح دلائل اا4 وأخبري الشيخ محير أنه مر به البغدادي حوكانت له أحوال- فقال: صحبت سيدي الشيخ علي صاحب فم الديل بالعراق- وجرت له أمور ليس هذا مكاها، نذكرها في موضعها، وإنما حكى لي قال: رأيت فقيرا مقطوع اليد اليمنى، فقصدت أن أسأله فهبته فسألته الصحبة، فقال: صحبة اختيار؟ فقلت: نعم.
فسار في البرية، وتبعته على غير طريق وبغير زاد ولا ماع، فبقي آربعين يوما، فلما كان كمال الأربعين يوما نزل على البصرة، وعبرنا على دار الولاية، فوجدنا شابا قد قطعت يده اليمنى وهي في يد المشاعلى يريد رميها في الطاجن ليقليها.
فتقدم الفقير المقطوع اليد إلى الكف المقطوعة وأخذها من المشاعلي ووضعها على ساعد الشاب ومسح يده على وجه نفسه فعادت يده كما كانت بقدرة الله تعالى فحصل للناس هثة وولى والناس سكوت، فصاح الشاب الذي كانت يده قطعت: يا سيدي، سألتك بالله تعالى إلا ما رجعت، فرجع فقال له: ماذا قلت حين وضعت يدك على وجهك؟
قال: ما لك حاجة أو مالك في ذلك حاجة.
فأعاد عليه القسم، قال: قلت بسم الله الرحمن الرحيم. قال: فقط؟ فحين قال ذلك انحلت يده وسقطت وولى وخرج من البلد.
وكان قد خطر لي في نفسي حين رد الكف؛ أمقطوع الكف يوصل الأكف؟
فلما خرج من البلد سماني باسمي ولم يكلمني إلا ذلك اليوم، فقال لي: يا فلان، أنت صحني لتعلم سبب قطع كفي ما هو؟ قلت: نعم، قال وجدت لك الآن سؤالا آخر، أمقطوع الكف يوصل الأكف؟ فقلت: نعمه قال لي: أما سبب قطع كفي فكنت عاهدت الله تعالى ألاا أمد يدي إلى شيء من الدنيا حتى ألقاه، وطربني ما رأيت من السياحة، فبينما أنا ذات يوم في السياحة وقد أنسيت العهد لطول المدة، وإذا أنا أنظر تفاح من المباح أو كمثرى، فوضعتها في يدي، وإذا بالخيل قد غارت علي وقبضوا
مخ ۴۱