============================================================
164 الوحيد في سلوك أهل التوحيد الشيخ فقال لئ كيف كنت البارحة مع عروسك؟ فقلت: يا سيدي، في أنحس الأحوال، ما وحدت ذرة مما كنت أجده قال فظهر الغضب عليه، وقال لي: يا بجم الدين، ما استحييت من الله تعالى، تقعد في الخلوة وتضع يدك على ذكرك ثم تسأل الله تعالى ألا يطلعني على ذلك. والله لو خفيت على منك شعرة ما أدخلتك خلوة.
قال: فكشفت رأسي أو قال: فاستغفرت الله تعالى، ووقفت في الاستغفار فقال يء اجلس فجلست فقلت؛ يا سيدي، أما قلت لي حين وقع ذلك مني حتى كنت أتوب منه ولا تصحبني ظلمة الذنب؟ فقال: يا بحم الدين، القلب مثل الدود إذا كر انكمش، لو قلت لك قبل آن يفتح عليك ما فتح عليك، فانظر رحمك الله إلى هذه المعرفة بالتربية وهذا الاطلاع على الخطرات وتسليك طريقته هذه بالجمعية عليها، لأن ذلك شرط ولذلك قال له: امح لوحك لأن الكتابة على الكتابة تطمس الكتابتين جميعا، فإن التفرقة في هذا وفي هذا مفسدة لكليهما فلذلك قال له: امح لوحك.
وإخباره له بجميع ما يقع وتفصيله لكل وارد يرد عليه لأن ذلك شأن الشيخ
المريي، ولقد ذكرنا نبدة من أحوال الشيخوخة في بعض حكايات جرت لبعض الإخوان، ولنذكر منها نبذةء الشيخ المربي نقول: الشيخ عبارة عمن علم من الله تعالى علما لدنيا كاشفا للحقائق والدقائق والرقائق، فارقا بالسبق في العوالم والمعالم العلويات و السفليات والجزئيات والكليات بين الحق والحقيقة والوهم والخيال وما وجب وما جاز وما استحال، وما بين إلقاء الملك والشيطان والهمة والملة والحب في الشروع والإلهام والخطرات والتزعات والترقي إلى أعلى عليين، والهبوط إلى أسفل سافلين.
وتلبسه في الصور وتطؤره في الرتب وقيامه بوصف الكون، واتصافه بكن لون، ومعرفته بأمراض القلوب ودوائها، وسقام النفوس وشفائها، وتطهير النجاسات النفسانية وما يدخل من الظلمات على العوالم الروحانية من الظلمة في الأنوار، والأنوار في الظلمة.
مخ ۱۵۴