============================================================
162 الوحيد في سلوك أهل التوحيد قال فبينما هو يحدثني وإذا بحس الخيل قد أقبلت وضربوا حلقة على الوحش ودخل السلطان في وسط الحلقة فقال لي: عد عليه قال فعددت عليه حتى بلغ العدد الذي قاله، فوالله ما أخطأ شيئا مما أطلق له ولا زاد عليه شئاء ثم ولى السلطان راجعا، فاعترض له كبش جبل، فأخذ الدبوس وأراد أن يضربه، وإذا هو وقع من على فرسه، فقلت له: يا سيدي ما هذا؟ فقال والله لو قتله قتله به، فهذه الحكاية وأمثالها من تصريف القطب بالأمر وأخذ العين عنه وقد ذكر في قصيدته العيسوية ذلك كله، وسنذكرها إن شاء الله تعالى بعد ذكر حكايات المشايخ المريين.
ومنها ما حكاه لي عن شيخ يسمى نحم الدين، قال: سمعت بشيخ ظهر في بلاد العجم فسافرت إليه فلما دخلت عليه وجدته شابا سنه تقدير ثلائين سنة عليه ثوب أزرق وطاقية من ثوبه فقلت له: يا سيدي جئتك مريدا فقال لي: وهل يوجد في هذا الوقت مريد؟ فقلت له: يا سيدي أنا مريد، فقال لي: دخلت على يد أحد خلوة؟
قلت: نعم، قال: على يد من؟ قلت: يد الشيخ شهاب الدين التهروردي وعلى يد الشيخ برهان الدين الموصلي، فقال لي: فأنا أريد اكون لك مريذا، فقلت: يا سيدي ما حيت إلا مريذا فقال: ولا بد؟ فقلت: نعم، قال: فامح لوحك، قال فجلست وعملت على خلو باطني من كل شيء كنت وحدته في سلوكي وجيت إليه خالياء قال الآن فإن اللوح المكتوب ما يكتب فيه شيء ثم أخذ بيدي وأدخلني خلوة، ولقتني ذكرا، وشرط على ألا أنام بالليل وأن أكون على وضوع.
قال فورد على ما لا اعتقدت أن أحدا يناله من البشر فبينما أنا كذلك، والشيخ قد دخل وأخبرني بكل ما ورد على وقال لي: يا نحم الدين، الوارد الفلاني لا تقف معه والوارد الفلاي كذا والوارد الفلاي كذا، وجعل يفصل لي ما بين الواردات الإلهية، والوهمية، والشيطانية، حتى لم يبق في ذرة ولا خطرة إلا واطلع عليها، فحصل لي منه خوف، وحعل يتعاهديي في كا ثلاثة أيام ثم يدخل فيخبرني بكل ما اتفق لي، فاتفق أنني ذات يوم غفلت فوقعت يدي على ذكري فحصل لي من ذلك آمر عظيم وخفت خوفا شديذا، وبقيت أسأل الله تعالى ألا يطلعه على ذلك، وبقيت في
مخ ۱۵۲