عرب ادبيان په عباسي عصرو کې
أدباء العرب في الأعصر العباسية
ژانرونه
وتقدم الطب العربي على أثر انتشار الكتب المنقولة، وإقبال المسلمين على دراستها، واشتهر جلة من الأطباء في مقدمتهم أبو بكر الرازي جالينوس العرب، وله كتاب الحاوي في صناعة الطب. وينسب إليه ابتكارات كيماوية منها زيت الزاج، وهو الحامض الكبريتي، ومنها الكحول.
واشتغل العلماء بالتاريخ الطبيعي، فصنف ابن وحشية الكلداني كتاب الفلاحة النبطية، وقسطا بن لوقا الطبيب النصراني كتاب الفلاحة اليونانية. (4-2) العلوم الرياضية
كان من اشتغال العرب بهذه العلوم أن نهضوا بعلم مساحة المثلثات، وعرفوا طريقته السهلة التي تحول الأعمال الحسابية إلى مثلثات تحل زواياها بواسطة الخيوط والجيوب، والفضل في ذلك لأبي عبد الله البتاني فإنه أول من استبدل الجيوب من أوتار الدائرة في قياس المثلثات. (4-3) العلوم الفلسفية
اقتصرت الفلسفة في العصر السابق على الترجمة، حتى إذا انتشرت الكتب المنقولة وطالعها المفكرون واختمرت بها آراؤهم، شرعوا في التصنيف فظهرت الفلسفة الإسلامية اليونانية وغايتها التوفيق بين الشرع والعقل. ونبغ من المسلمين أبو يوسف يعقوب الكندي، وله فضل في ترجمة كتب أرسطو وتفسيرها، وبسط عويصها، وأبو نصر الفارابي وله كتب كثيرة منها آراء مبادئ المدينة الفاضلة، حذا فيه حذو أفلاطون في جمهوريته، ورسالة السياسة في ما ينبغي للمرء أن يستعمله مع رؤسائه، ومع أكفائه، ومع من دونه، ومع نفسه. (4-4) التاريخ
كان المؤرخون قبل هذا العصر لا يعنون إلا بالطبقات والفتوح والقبائل والأنساب، فلما تمت السيادة للعجم واسترخت العصبية العربية أمام عصبية البلد كما رأيت في تنافس البصرة والكوفة، اقتصد المؤرخون في تدوين الأنساب واكتفوا من الفتوح بتلخيص حوادثها وضبطها، وعنوا بجمع أخبار الأمم وأحوال البلدان، نبههم على ذلك اطلاعهم على التواريخ المنقولة، وضربهم في الأمصار البعيدة واختلاطهم بشعوبها. واشتهر من المؤرخين البلاذري وله كتاب فتوح البلدان، واليعقوبي وله كتاب البلدان، وكتاب في التاريخ العام يعرف باسمه، ومحمد بن جرير الطبري وله كتاب أخبار الرسل والملوك ويعرف بتاريخ الطبري.
ومما يعاب على هؤلاء المؤرخين أنهم دونوا جميع ما عرفوه من الحوادث والأخبار دون تمحيص أو تعليل، ودونما نظر في الأسباب والمسببات، فشوهوا التاريخ بخرافات وأساطير لا يقبلها العقل فحفلت كتبهم بالمضحكات. واقتصروا على الأحداث المادية كالولادة والوفاة والحرب والفتح والولاية والعزل. ولم يبحثوا عن أحوال الأمم الاقتصادية والاجتماعية، وعن تطور الحضارة وتبدل الأخلاق والأهواء، وغير ذلك مما لا غنية للتاريخ عنه؛ فجاءت كتبهم مجموعات أخبار منسقة إما باعتبار الطبقات، وإما باعتبار السنين، وإما باعتبار الدول، وكلها ضعيفة الفن في تأليفها، خالية من الفلسفة التاريخية، ولكنها المرجع الوحيد للناظر في تاريخ العرب والإسلام. (4-5) الجغرافيا
اشتغل العرب بالجغرافيا قبل أن يطلعوا عليها في الكتب المنقولة، فقد دعتهم الحاجة إلى هذا العلم بعد أن اتسعت الممالك الإسلامية، وتوالت الفتوح، وسيرت البرد بين الخليفة وعماله، فكان حجاج البيت الحرام يدونون أسماء المواضع التي يجوزونها إلى مكة، ورواة الأخبار يهتدون بأشعار العرب إلى الأماكن والدارات في البادية، وأمراء الجيوش، وولاة الأمر يتقصون أحوال البلدان المخضوعة، ويضبطون مواقعها وأقاليمها وسكانها وأديانها وغلاتها لأخذ الجزية والخراج منها. وكان على أصحاب البريد أن يحافظوا على رسائل الخليفة وعماله، ويسلكوا بها الطرق المأمونة، فضبطوا المسالك والمواقف التي كانوا يمرون بها، ودققوا في وصفها وتعريفها، فاجتمع لدى العرب من كل ذلك فوائد جغرافية جمة، ولكن ينقصها حسن التأليف والتبويب، فلما نقلت جغرافية بطليموس ترسمها المصنفون واعتمدوا عليها في وضع كتبهم وتنسيقها، إلا أنهم لم يقتنعوا بما جاء فيها، بل تجشموا الرحلات البعيدة في البر والبحر، وخبروا الأماكن بأنفسهم، فصححوا بعض أوهام بطليموس، واستدركوا ما غاب عنه من العلم مما تمكنوا من الحصول عليه. وأشهر الجغرافيين ابن خرداذبه، وله كتاب المسالك والممالك، وكان يتولى البريد في العراق العجمي، فذكر فيه مسافات الطرق، وأحصى جباية الخراج. واليعقوبي وله كتاب البلدان الذي مر ذكره، فإنه لم يقصره على التاريخ بل تعدى به إلى الجغرافيا فذكر أحوال البلدان وأجناس أهلها، وما بينها من الأبعاد، ومقادير الخراج فيها. وابن رسته وله كتاب الأعلاق النفيسة في تقويم البلدان، وصف فيه البحار والأنهار والأقاليم السبعة. (5) الأدب والأدباء
ما إن تولى صدر الدولة العباسية إلا وقد فرغ الرواة من تلقف الأخبار والأشعار، واعتساف البوادي والقفار، وانصرفوا إلى تدوين ما اجتمع لديهم من أدب يتناقلونه بالرواية والإسناد، فشغف الناس به، وحسن تذوقهم له، فأقبلوا على كتبه يتناسخونها ويقتنونها، فازداد المشتغلون به نشاطا، فأكبوا على التصنيف والتمحيص والنقد. حتى إذا اكتهل العصر الثاني كان الأدباء المصنفون قد كثر عددهم فمهروا اللغة مؤلفات نفيسة، لولاها لضاع من آدابنا شيء جليل.
وخطا النقد الأدبي خطوة إلا تكن واسعة فإن فيها تطورا محسوسا اقتضته نهضة العلوم والفنون، فقد كان لنقل الفلسفة والمنطق أثر بليغ في ترقية الأفكار وتثقيفها، فصار الأدباء يمحصون الشعر والنثر، ويضعون لهما الشروط والقوانين، وإذا وقعوا على قول فلسفي أو منطقي، ردوه على مذهبه، وقدروه على قياسه، فإن استقام لهم المعنى قبلوه وإلا رفضوه. وأصبحوا يحكمون آراءهم في القديم والحديث، فإذا تعصبوا للأول لا يبخسون الثاني حقه. فابن قتيبة في كتابه الشعر والشعراء يختط خطة جديدة في القديم والحديث إذ يقول: «ولا نظرت إلى المتقدم منهم بعين الجلالة لتقدمه، ولا لمتأخر منهم بعين الاحتقار لتأخره، بل نظرت بعين العدل على الفريقين وأعطيت كلا حقه، ووفرت عليه حظه.» والمنطق هو الذي هدى ابن قتيبة إلى هذه الخطة، فأراه أن القديم والحديث إضافيان لا حقيقيان، وأن كل حديث سيصبح قديما، وفي ذلك يقول: «ولم يقصر الله الشعر والعلوم والبلاغة على زمن دون زمن، ولا خص به قوما دون قوم، بل جعل ذلك مشتركا مقسوما بين عباده، وجعل كل قديم منهم حديثا في عصره.»
وفي كتاب أدب الكاتب ينتقد ابن قتيبة صناعة الإنشاء ويبحث ما يحتاج إليه الكاتب من الآداب والعلوم، ويبين أوهام الكتاب ومغالطهم في معاني الألفاظ والاشتقاقات والتراكيب.
ناپیژندل شوی مخ