وكان يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة، فقلت له: إنك تحمل على نفسك كل هذا ولا توقظني، قال: أنت شاب فلا أحب أن أفسد عليك نومك، قال أبو جعفر: ورأيته استلقى على قفاه يوما، ونحن بفربر في تصنيف كتاب ((التفسير)). وكان قد أتعب نفسه في ذلك اليوم في كثرة إخراج الحديث. فقلت له: يا أبا عبد الله: سمعتك تقول يوما: إني ما أتيت شيئا، بغير علم قط منذ عقلت، قلت: وأي علم في هذا الاستلقاء؟ قال: أتعبنا أنفسنا في هذا اليوم. وهذا ثغر من الثغور، خشيت أن يحدث حدث من أمر العدو، فأحببت أن أستريح، وآخذ أهبة ذلك، فإن غافصنا العدو كان بنا حراك.
وقال الحاكم أبو عبد الله، حدثني أبو سعيد أحمد بن محمد النسوي، حدثني أبو حسان مهلب بن سليم، سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: اعتللت بنيسابور علة خفيفة وذلك في شهر رمضان فعادني إسحاق بن راهويه في نفر من أصحابه، فقال لي: أفطرت يا أبا عبد الله، فقلت: نعم، فقال لي: خشيت أن تضعف عن قبول الرخصة فقلت: أخبرنا عبدان، عن ابن المبارك، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: من أي المرض أفطر؟ فقال: من أي مرض كان، كما قال الله عز وجل: {فمن كان منكم مريضا}، قال البخاري: لم يكن هذا عند إسحاق.
وخرج أبو بكر الخطيب في ((تاريخه)) من طريق محمد بن يوسف الفربري، سمعت محمدا البخاري بخوارزم يقول: رأيت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل -يعني في المنام- خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، والنبي صلى الله عليه وسلم يمشي فكلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم قدمه، وضع أبو عبد الله محمد بن إسماعيل قدمه في ذلك الموضع.
مخ ۲۰۶