المسلمون بخير ما بقيت لهم ... وليس بعدك خير حين تفتقد وبلغنا أن البخاري -رحمه الله- دخل إلى بغداد ثماني مرات، وتخرج به أرباب الدراية، وانتفع به أهل الرواية، وكان فرد زمانه، حافظا للسانه، ورعا في جميع شأنه، هذا مع علمه العزيز، وإتقانه الكثير، وشدة عنايته بالأخبار، وجودة حفظه للسنن والآثار، ومعرفته بالتاريخ وأيام الناس ونقدهم، مع حفظ أوقاته وساعاته، والعبادة الدائمة إلى مماته.
خرج الخطيب في ((تاريخه)) من طريق أبي سعيد بكر بن منير: سمعت البخاري يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا.
وخرج أيضا من حديث علي بن محمد بن منصور سمعت أبي يقول: كنا في مجلس أبي عبد الله محمد بن إسماعيل فرفع إنسان من لحيته قذاة، وطرحها على الأرض، قال: فرأيت محمد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس، فلما غفل الناس رأيته مد يده فرفع القذاة من الأرض فأدخلها في كمه، فلما خرج من المسجد رأيته أخرجها فطرحها على الأرض.
وخرج أيضا من طريق غنجار في ((تاريخه)) ثنا أحمد بن محمد بن عمر المقري، سمعت أبا سعيد بكر بن منير يقول: كان محمد بن إسماعيل يصلي ذات يوم فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة. فلما قضي صلاته، قال انظروا أيش هذا الذي آذاني في صلاتي فنظروا فإذا الزنبور قد ورمه في سبعة عشر موضعا ولم يقطع صلاته.
مخ ۲۰۴