[إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه .... فكل رداء يرتديه جميل] وأطعموا طعامهم لوجه الله، وصبروا على قشف العيش ابتغاء مرضات الله، أفلا تخشون أن تكونوا كالذين قال الله فيهم: {فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون} . فليتذكر المؤمنون بما ابتلاهم الله من بعض الثمرات ولا يغفلوا عن ذلك فلأمر ما قص الله علينا في كتابه الكريم أخبار الماضيين، وأخبر أن سنته فيهم هي سنته في الباقين، فقال:{ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون، فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون، فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} .
مخ ۱۷۲