وقال عز وجل: {إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس} .فجعل نعمته على عيسى-صلوات الله عليه- نعمة على أمه، ثم أمره بذكر نعمته عليه وعليها، وإنه لا غنى لي ولا لكم عن الله عز وجل وذكره وشكره، والاعتصام بحبله، والإلتجاء إليه في السراء والضراء، والشدة والرخاء، والعافية والبلاء، وفي كل خطرة وطرفة، وفي ما دون ذلك. وإن الله ذكرنا جميعا في هذه السنين بشيء من نقص الثمرات ونحوها ليبلونا بذلك، ويعرضنا للتذكير والتذاكر والصبر والتواصي به، وبالحق كما قال تعالى {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم[17/أ] المهتدون} .
وقال: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} .
مخ ۱۶۰