ومن الكرامات الخارقة منها عظم هيبة أصحابه -عليهم السلام- وكانوا نحو ثلاثين نفرا، وكانوا يمرون على العظماء من الكفار ومن في جوارهم من المسلمين ولهم الهيبة في أرض لا لملك الحبشة عليهم سلطان، وكذلك في قرار مملكته ومحل سلطانه، كان هؤلاء النفر لهم حامية وعليهم الهيبة والجلالة، والعادة الجارية أن ملك الحبشة تغفل عن رسل ملوك الإسلام من الروم والهند وغيرهم، وربما لا يجدون السبيل إلا العودة كما جاؤا.
وأما رسله -عليه السلام- فعظموهم التعظيم الذي لا وراه وإن بعض النساء في ذلك المحل من مكان السلطان أسلمت ولاذت بأصحاب القاضي خوفا من أن يردوها إلى النصرانية، وقد سمع صاحب القاضي كثرة الكلام فخرج والسيف مغمد في يده فهرب الذين أرادوا إرجاع المرأة فرقا وخوفا.
قال القاضي -أيده الله-: ولا يقال بأن ذلك خوف من ملكهم فهو نصراني، ولا يرضى الإسلام لنفسه كيف لغيره، وأيضا فإنهم فرقوا من السيف لما رأوه فلو كان خوفهم من السلطان لمنعهم ذلك من إرادة الهجوم على مكان المسلمين. انتهى.
مخ ۱۲۶