[كرامات الإمام المتوكل على الله]
[8/ب] وأما كراماته -عليه السلام- فلنذكر منها يسيرا، من ذلك أنه دعا وليس عنده مال ولا رجال فاستنزل بالله سبحانه معارضيه في أقل من شهر كما هو في السيرة، ومن ذلك البركة في الأموال فإنه -عليه السلام- وضع على الرعية كثيرا من المعاون المعتادة التي كان يستعين بها والده وأخوه-صلوات الله عليهما- وكثر الله في الرزق والخيرات وتمت البركات، ومن عرف الحال سابقا وعرفه لاحقا عرف أن ذلك من خوارق العادات وأن النفقات في وقته -عليه السلام- تضاعفت فكان من ترضيه الخمسة الحروف والعشرة يطلب في أيامه الخمسين الحرف والمائة ويحصل له.
ومنها ما أخبرني به ثقات أصحابه -عليهم السلام- وسمعت منه -عليه السلام- شيئا من ذلك أن النفقات على جميع أصناف المرتزقة تقل وتعدم، فإذا شغلته حاجاتهم جاءه أضعاف ذلك المحتاج إليه، من حيث لا يحتسب، ولو نذكر الحكاية في تفصيل ذلك لطال.
ومن ذلك عمارة البلاد ومساجدها ومناهلها تضاعفت في أيامه مع الشدائد المذكورة في السيرة، ولا نرى منه -عليه السلام- ولا من ولاته[إلا] كل الإلتفات إلى ذلك، وإنما ذلك بركة، واقتدى به وبأفعاله المخالفون في المذهب.
ومن ذلك ما رواه القاضي العلامة المكين الحسن بن أحمد الحيمي في خبر مسيره إلى ملك الحبشة.
مخ ۱۲۵