259

تحفة الاعیان لنور الدین السالمی

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

ژانرونه

واعلم إني لم أجعل لك شيئا من الحكومات، ولا أمرتك بشيء من العقوبات بل جعلتك لحماية البلاد، وأمرتك بالمنع عن الفساد، والدفع لأهل الباطل عن ظلم العباد، فلا تتعاطى ما لم يؤذن لك به، ولا تقصر عما أمرت بفعله، وكن للقاضي أبي سليمان مناصرا وعاونا وموازرا، فقد أوجبت له ذلك عليك ما دام في حكمه عادلا، وبطاعة ربه عاملا، وأجبت لك عليه وقبله أن يعينك على أهلتك له، وأوجبت على الشراة ما أوجبت لك عليه، إلا أن تستعين بهم فيما لا يجوز لك ولا لهم المعونة فيه، وحجرت عليك وعليهم خذلان بعضكم لبعض فيما يجب عليكم من المعاضدة والمعاونة والمساعدة، وفيما يعود بطاعة رب العالمين، وإعزاز دولة المسلمين؛ وكسر شوكة المعتدين؛ فافهم ما ذكرته لك وتدبر فيه، ولا تجاوز حده ومعانيه، وقد أوجبت على الشراة أن يطيعوا الشراة، وغيرهم ممن تجب عليه طاعته في طاعة الله ربهم؛ أن يطيعوا أمرك، وأن يقوموا على الحق يدك ما كنت في طاعة الله داعيا؛ وعن معصية الله لاهيا؛ وحجزت عليهم عصياني في خذلانك إذا استنصرت بهم على محاربة أهل الظلم، ومن يعتمد للمسلمين بالجور والغشم؛ على أن لا تستحل في ظعنك وإقامتك؛ وحربك ومسالمتك للمسلمين غير ما أحل الله لك ولدولتك، ولا تحرم غير ما حرم الله عليهم وعليك؛ فإذا فعلت ما رسمته لك فذلك رجائي فيك وحاجتي إليك، وإن خالفته بعمل الباطل والجور وركونا إلى الفعل المحرم المحجور، فإني بريء من فعلك؛ وأنت مأخوذ بما يجب فيه في نفسك ومالك، فاتق الله في قولك وأعمالك، واستعذ به في الورطة في المهالك واستعنه على ما يتقرب به إليه؛ واعتصم به على ما تحذره وتتقيه، وتوكل في جميع الأمور عليه ( من يهدي الله فهو المهتدي ومن يظلل فلن تجد له وليا مرشدا ) ( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور ) والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مخ ۲۶۸