258

تحفة الاعیان لنور الدین السالمی

تحفة الأعيان لنور الدين السالمي

ژانرونه

قال فليتقه في جميع أموره التي جعلت له السبيل إليها وأوجدته المدخل فيها على شروط يشتمل كتابي هذا عليها، فأول ما ابتدئنا به بعد حمد الله تعالى فيه وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإني أوصيك يا أبا المعالي قحطان بن محمد بن أبي القاسم بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والانتهاء عما حرم الله عليك في زواجره والعمل بما أمرك الله به من أوامره فيما ساءك أو سرك، أو نفعك أو ضرك، وأن تأمر بالمعروف وتعمل به؛ وتنهى عن المنكر وتقف عن فعله، ولتحذر من خدائع الشيطان ومن يوازره على ذلك من الأعوان، أحذرهم ونفسك وهواك، وشهوتك ودنياك، فقد قال الله تعالى ( إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما حرم ربي وإن ربي غفور رحيم ) وقال ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله؟ أفلا تذكرون ) ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) ( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) واذكر حق الله عليك واشكر نعمته لديك، ولا تذهب بك حمية، ولا تمنع تقية أن تساوي في الحق بين وضيع الناس وشريفهم، وقويهم وضعيفهم، وبغيضهم وحبيبهم، وبعيدهم وقريبهم، وقد جعلت حماية صحار وما يتصل بها من العفة إلى صلان إليك وعولت فيها عليك، فقم فيها وليتك من ذلك حق القيام، واستفرغ الطاقة منك بالجهد التام، وشمر فيه عن ساق الجد، واحسر معه عن ذراع الشد من غير أن تتعدى في ذلك محظورا أو تركب فيه منكرا، أو تقترف فيه ظلما؛ أو تكسب فيه حوبا وإثما؛ إلا ما تعتمده من منع ظالم في حال عداوته من غير أن تعاقبه بشيء على عصيانه؛ بل ترفعه إلى القاضي بصحار حتى يحكم عليه بما يلزمه من فعله ويعاقبه بما يستحقه على فعله.

مخ ۲۶۷