وقال: المزاج أقسامه تسعة واحد معتدل وغير معتدل, أما مفرد وهو أربعة: حار وبارد ورطب ويابس, وأما المركب وهو أربعة حار يابس, وحار رطب, وبارد يابس, وبارد رطب, وأعدل أمزجة الحيوان مزاجا مزاج الإنسان وأعدل مزاج الإنسان مزاج المؤمنين وأعدل لمزاج المؤمنين مزاجا مزاج الأنبياء, وأعدل مزاج الأنبياء مزاج الرسل وأعدل الرسل مزاجا مزاج أولوا العزم وأعدل أولي العزم مزاجا مزاج محمد صلى الله عليه وسلم فهو النبي الطيب الطاهر, أحسن الناس خلقا وخلقا صلى الله عليه وعلى آله صلاة لا منتهى لها ولا آخر, فله مقام لم ينله مرسل: وله عليهم رتبة علياء, وقال الآخر:
لا يخلق الرحمن مثل محمد ... أبدا وعلمي أنه لم يخلق
قلت: والسبب الذي صار به رسول الله صلى الله عليه وسلم أعدل الناس مزاجا أن من قواعد الأطباء أن أخلاق النفس تابعة لمزاج البدن أعدل كانت أخلاق النفيس أحسن, إذا علم ذلك فالحق سبحانه وتعالى قد شهد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لعلى خلق عظيم, قالت عائشة رضي الله عنها: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فلزم من ذلك أن مزاجه صلى الله عليه وسلم أعدل الأمزجة وإذا كان مزاجه أعدل الأمزجة كانت أخلاقه أحسن الأخلاق، روى البخاري في صحيحه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا وقال أنس: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ولا لشيء صنعته، لم صنعت هذا، ولا لشيء تركته لم تركت هذا، ورواه الترمذي وقال: صحيح، وقال ابن عمر: لم يكن رسوله الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا، وكان يقول: خياركم أحسنكم أخلاقا، ورواه أحمد في مسنده، وروى البخاري ومسلم أن أعرابيا جبذ برداء عن عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم جبذة شديدة حتى أثر ذلك في عاتقه، ثم قال: يا محمد: مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك ثم أمر له بعطاء - انتهي.
مخ ۲۵