ونقول إن كل نظم ذى علم إذا علم شيئا من الأشياء كان ذلك الشىء معلوما أيضا عند نظم آخر ذى علم فوق ذلك النظم بالقاطافسيس، وما كان معلوما عند بعض نظم ذى العلم بالقاطافسيس كان معلوما تحت ذلك النظم؛ فلا تزال الأشياء تعرف عند بعض ذوى العلم وتغيب عن بعضهم إلى أن تأتى إلى العلم الأول الأعلى، فتكون الأشياء كلها عنده معلومة معروفة لا يغيب عنه شىء منها البتة. وليس علمه بالأشياء بصفة من الصفات كسائر الأشياء ذوات العلم، بل يعلم الأشياء بأنه فقط، وهو العالم الأول التام الكامل وهو علة كل علم.
فقد صح الآن أن بعض الأشياء معلومة عند بعض ذوى العلم وتغيب عن بعضهم، فلا تزال الأشياء كذلك تعلم وتغيب حتى تنتهى إلى العالم الأول، فتكون كلها عنده معلومة معروفة فيبطل حينئذ الغيب ويسقط.
مخ ۳۸