د د نوي شعر انقلاب له بودلیر نه تر اوسني عصر پورې (لومړۍ برخه): زده کړه
ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة
ژانرونه
ويذهبون فيه بنظرية فيكتور هيجو السابق ذكرها عن
humour noir
المسخرة أو الجروتيسك
Grotesque
إلى أقصى مداها.
ففي مثل هذا الإنتاج يتفتت العالم إلى شذرات مبتورة، وتصبح الغرابة والشذوذ المضحك المؤلم من علامات أسلوب التشويه الذي أشرنا إليه من قبل عند الكلام عن رامبو. إن المزاج الأسود يمزق الواقع إلى أجزاء متناثرة غير مترابطة، ويخترع أبعد الأشياء عن الاحتمال، ويصل بين أزمنة وأمكنة وأشياء لا صلة بينها في عالم الحقيقة والواقع، ويغرب كل ما هو موجود ومألوف، ويشق السماء ليكشف عن «بحر الفراغ الهائل »، ويعبر عن التنافر الأصيل بين الإنسان والعالم، وكلها متنوعات على لحن الشعر الحديث.
ويؤدي بنا هذا الكلام باختصار عن موقف الشعر الحديث من الواقع وكيف يحور مادته أو يدمرها أو يسقطها من حسابه. لقد عبر بودلير من قبل عن موقف الفنان والشاعر من الواقع عندما سجل تجربته المخيفة في هذه الأبيات: «العالم ممل وصغير، اليوم، أمس، غدا، إلى الأبد ...» ولا شك أن هذه العبارة تصدق أيضا على الموقف في القرن العشرين، كما تصدق على كل ما سميناه بديالكتيك العصر الحديث، فالشاعر والفنان في شوقه إلى المجهول واللامتناهي يصطدم بخلو العالم من الحقيقة المتعالية (أو الترانسندنس) فيعود إلى عالم الواقع ليجده كذلك خرابا وحطاما خلا من المطلق والحقيقة والمعنى. وقد تكلمنا في الفصول السابقة عن المثالية الجوفاء أو فراغ العالم من حقيقة عالية، وشرحنا ذلك عند الحديث عن بودلير ورامبو ومالارميه.
إن نفس الكلام يصدق أيضا على الشعر المعاصر.
وإذا كان بعض الشعراء المحدثين يحلقون في فضاء المطلق فلا يصح أن يخدعنا هذا عن فزعهم من فراغ العالم من الحقيقة المتعالية. إن المطلق في شعر جيان مثلا نور وكمال هندسي، غير أنه لا يحدد لنا مضمونه أي تحديد. وكلما اقترب الشعر من حقيقة مثالية أو أوشك أن يلامسها وجدناه يعمد إلى التجهيل أو يلجأ إلى الرموز والأسرار.
إن علاقة الشاعر الحديث بعالم الواقع غنية متنوعة ولكنها تتفق في نتيجتها النهائية على شيء واحد هو تجريد العالم الواقعي من قيمته. وهذا العالم يتحول في الشعر - كما تحول في الرواية على يد فلوبير في أواخر إنتاجه أو على يد هيمنجواي وكامي ومن جاء بعدهما - إلى ظواهر مفردة متناثرة يدقق الشاعر في وصفها وتشريحها ولكنه يضعها في مكان الكل الشامل الكبير. قد يتم هذا على صورة تقريرية غليظة، كما في قصائد الشاعر السويسري بليز سندرارس (1887-1961م) الذي حاول في معظم أشعاره أن يلائم بين لغة الشعر وكل ما جد في عصر السرعة والتقنية والفيلم والطائرة من تغيرات في البناء النفسي والاجتماعي (وعنوان أحد دواوينه «وثائق » وقد سماه فيما بعد «كوداك»).
ناپیژندل شوی مخ