182

د د نوي شعر انقلاب له بودلیر نه تر اوسني عصر پورې (لومړۍ برخه): زده کړه

ثورة الشعر الحديث من بودلير إلى العصر الحاضر (الجزء الأول) : الدراسة

ژانرونه

32 ... وتتردد فيها أنفاس من قصيدة لو كريس المعروفة «طبيعة الأشياء»،

33

ويغلب عليها التأثر بعدد من صورها وموضوعاتها، والقصيدة تعبر عن أزمة عقلية. فالوعي يحاول أن يتحد بالوجود الثابت، «بسطح» البحر، بتاج النور الأعلى، بغيبة الأموات وعدمهم، غير أن إغراء الحياة «المتحركة» أقوى وأغلب. ويستسلم الوعي لها، وإن كان يعلم خداعها وزيفها. وتختفي الصور والاستعارات التي كانت تدل على البحر في حالتي الثبات والحركة ليسمى بأسمائه الطبيعية من جديد (أمواج ، مياه)، وليكون في ذلك الدليل على أن الوعى قد تفتح لاستقبال الطبيعة والواقع الخارجي.

وقد نشعر من قراءة هذه القصيدة العسيرة

34

أنها تتراجع عن تجريد الأشياء وإلغاء الواقع كما رأيناه في أقصى صوره عند مالارميه، بل قد نشعر أيضا أنها تقول عكس ما تقوله القصيدة السابقة (أغنية الأعمدة). ولكن لا يصح أن نقف عندهما طويلا، فهناك قصائد أخرى تقدم حلولا وموضوعات مختلفة. والمهم أن الأمر لا يتوقف على الموضوعات والحلول، بل يتوقف على شيء واحد حرص عليه فاليري، كما قدمت، كل الحرص. وهو أن يتحول الفعل العقلي الخالص إلى شعر، أي إلى غناء، يتحد فيه العقل والحس، ويتجاوز الوضوح والغموض. (11) خورخه جيان

والحديث عن فاليري يؤدي بنا إلى الحديث عن هذا الشاعر الإسباني الذي يعد أكمل وأنضج ممثلي الشعر الخاص أو الشعر المحض في العصر الحاضر. إن أشعاره تتلألأ بالنور الذي تشعه عليها أعمال مالارميه وفاليري (اللذين ترجمهما إلى لغته)، وقصائده حبات في عقد واحد فريد، ظهر للناس لأول مرة في سنة 1928م، ثم أضاف إليه ونقح فيه حتى ظهر في شكله الأخير سنة 1950م تحت عنوان «أغنية»

35 ...

والملاحظ على هذا الديوان أنه يشبه «أزهار الشر» لبودلير في بنائه المعماري العام، وأنه ألف وفق نظام عددي دقيق يذكرنا بالكوميديا الإلهية لدانتي.

يمكن أن نصف شعر جيان في مجموعه بأنه أنطولوجيا شعرية أو «فن شعري» يقوم على أساس أنطولوجي. إنه يتراوح بين أبسط الظواهر وأدق التجريدات، وهو شعر غامض، بل لعله أن يكون من أكثر نماذج الشعر الحديث غلوا في الغموض. إنه لا ينطق عن ذات أو «أنا» شخصية، بل ينطق عما يمكن أن نسميه «عيون العقل» التي تذكرنا «بالنظرة المطلقة» التي تحدثنا عنها عند مالارميه. فعيون العقل تتجرد من مادة الحياة لكي تصير مرآة للعالم ككل، أو لهيكل الوجود الخالص الذي يتجلى من خلال العالم بكل ما فيه من ظواهر وكائنات. ويوشك القارئ، أن يسمع في هذا الشعر رنة فرح هادئ مختلف عن كل أفراح البشر؛ ذلك لأنه فرح عقلي أو سعادة روحية خالصة تأتي من رؤية قادرة على النفاذ في صميم الأشياء وإدراك صورها الأولية الثابتة، وماهياتها الساكنة الهادئة، وهي رؤية تعلم كذلك أنها قادرة على أن تعطي - بالكلمة - لكل الكائنات وجودها العقلي الباقي.

ناپیژندل شوی مخ