د اسلام انقلاب او انبياوو قهرمان: ابوالقاسم محمد بن عبدالله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ژانرونه
صلى الله عليه وسلم
في طفولته وشبابه وكهولته كانت بطبيعتها قليلة الأفراح، أما بكاؤه فكان كثيرا ولم يكن بنشيج أو رفع صوت، وقد بالغ المؤرخون في الدقة فعددوا المرات التي بكى فيها وذكروا في مقدمتها بكاءه عند وفاة ابنه إبراهيم، فرووا أنه قال: «تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون.» وبكى لما شاهد إحدى بناته ونفسها تفيض، وبكى لما شيع جنازة جده عبد المطلب، وبكى لما قتل عمه حمزة في معركة أحد، وبكى عندما سمع ابن مسعود يتلو آية من سورة «النساء» خاصة بشهادته على أمته:
فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا .
وكان يبكي أحيانا في صلاة الليل، ولكن هذا الإحصاء ليس كاملا، فلا ريب عندنا في أنه بكى عند موت خديجة؛ فقد كانت أعز الناس عليه وأحبهم، وبكى لوفاة عمه أبي طالب، وقد ماتا في عام واحد وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وكيف لا يبكي خديجة وقد عاشرها خمسا وعشرين سنة ورزق منها كل ذريته ما عدا إبراهيم، وجادت له بمالها وروحها وكانت له وزير صدق على الإسلام يسكن إليها ويشكو لها بثه، ويثق بها ويستشيرها، وكيف لا يبكي عمه الهمام الكريم الذي كفله وكان له عضدا وحرزا في أمره ومنعة وناصرا على قومه حتى إنه قال: «ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب.»
وإذن لا يملك المؤرخون أن يحصروا المرات التي بكى فيها النبي
صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها في حياة رجل مثله لا يمكن أن تعد، ولكنهم عددوا ما وصل إلى علمهم عن طريق الرواية الصحيحة في بعض الحوادث العامة، وقد تذكر بعض الحوادث بمناسبات، وإنما يفهم من استقراء تلك الحوادث أن محمدا
صلى الله عليه وسلم
لم يكن بكاء ولا قريب الدموع ولم يعرف البكاء لخور أو ضعف ولم يكن «هستيري» المزاج. وأذكر أنني قرأت أنه بكى لما رأى أهل قريش يأسرون بعض المسلمين، فتأثر ودمعت عيناه وبكى معه أبو بكر وحدث أثناء ذلك حادث طريف دل على صراحة عمر بن الخطاب صراحة لا مثيل لها إلا لدى العظماء أمثاله؛ فإنه لما رأى النبي
صلى الله عليه وسلم
وأبا بكر يبكيان في شأن أسرى بدر، فقال - وقد عز عليه أن يبقى جامد العين: «أخبرني ما يبكيك يا رسول الله، فإن وجدت بكاء بكيت وإلا تباكيت ...»، ص47، ج1، من زاد المعاد لابن قيم الجوزية، ومثل هذه ما رواه أبو هريرة في الإصابة، ج1.
ناپیژندل شوی مخ