176

د اسلام انقلاب او انبياوو قهرمان: ابوالقاسم محمد بن عبدالله

ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله

ژانرونه

وهناك زعامة لجنس من الأجناس البشرية كزعامة إبراهيم خليل الرحمن وموسى - عليهما الصلاة والسلام - للجنس السامي، ولا سيما بني إسرائيل. وزعامة محمد للجنس الإنساني منذ بعثته إلى آخر الدهر!

وعلى هذا كانت أغلى الزعامات وأعلاها هي أندرها. ولا بد أن تكون أشدها مطابقة لنظم الطبيعة العامة الثابتة ومراعاة تطورها وارتقائها، وهذه الزعامة لم تتحقق على أكمل الوجوه وأشمل الطرائق وأتم الوسائل إلا في حالة واحدة؛ هي زعامة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

شخصية محمد بن عبد الله النبي الأمي العربي المبعوث إلى سائر الأمم1

كان محمد

صلى الله عليه وسلم

وسطا بين الرجال في القوام، أطول من المربوع وأقصر من المشذب، كبير الرأس، وكان وجهه أبيض أزهر اللون، حواجبه واضحة سوابغ، بينها بياض ينبت فيه عرق يمتلئ إذا انفعل، وأنفه أقنى، وكان ذا لحية كثة يعلوها فم ضليع دون أسنان مفلجة، وكانت عيناه براقتين تكاد نظراته تخترق نفس من يحادثه، وأجفانه أقرب إلى السعة منها إلى الضيق، وكان عنقه في صفاء الفضة ونقاء البلور، واسع الصدر بعيد ما بين المنكبين. وقال الذين رأوه وعاشروه إنه كان فخما يتلألأ وجهه بنور روحاني يجذب مخاطبه بقوة خفية، فيميل إليه ثم يخضع له ويطيعه ويحبه. وكان بدنه متماسكا، ويداه وقدماه جميلة، دقيقة مع قوة ورشاقة، وتمتاز كفاه بالطراوة والنعومة وهما صفتا أكف الميسرين لخرق العادات. أما شعره فكان وسطا بين الجعد والرجل، وكان يطلق شعر رأسه إلى ما دون أذنيه ويرسل لحيته على صدره، وكان مجموع هيئته يدل على قوة بدنه من الأدواء والعاهات الموروثة أو المكتسبة

2

وكان النبي

صلى الله عليه وسلم

شديد العناية بشخصه، محبا للجمال والتجمل، مشغوفا بالنظافة وحسن المظهر، ولم يكف يوما عن أخذ زينته ورعاية هندامه سواء في بيته أم في الحياة العامة، وكان يتحدث بذلك وينصح به، ويحب مظاهر التنعم والرفاهية ولم يتبع الزهد في مظهره الخارجي أبدا، بل كان محبا للظهور بمظهر الفخامة والعزة والجمال والشباب والقوة والحسن، ليبدو مهيبا في أعين الرجال، ومحبوبا في أعين النساء، وكان يرى من واجب الإنسان أن يحترم شخصه ويبذل جهده في العناية بذاته، وكانت تلك العناية غير مقصورة على الروح، بل كانت تتناول البدن من شعر الرأس إلى أخمص القدم، فكان يصبغ شعره بالحناء، كما كان يحسن تصفيفه، وكانت طبيعة شعره تسهل عليه ذلك؛ لأنه كان رجل الشعر، إن انفرقت عقيصته فرق، وكان هذا الشعر لا يجاوز شحمة أذنيه إذا هو وفره، ولكنه كان يتقي الفرق في وسط الرأس لأنه عادة وثنية.

ناپیژندل شوی مخ