{ يآ أيها الذين ءامنوا } الخ، فقال يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح، وتعوذا لغنمه، فقال:
" أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم، أقالها لذلك نفاقا! فقال: استغفر لى يا رسول الله، فقال: كيف أنت بلا إله إلا الله، كيف أنت بلا إله إلا الله، كيف أنت بلا إله إلا الله ثلاثا، قال أسامة، وددت أنى لم أسلم إلا يومئذ ثم استغفر لى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال اعتق رقبة "
، ونزلت أيضا فى محلم بن جثامة، إذ مر به رجل على قعود معه متيع ووطب من لبن، فسلم بتحية الإسلام فقتله محلم، وأخذ متيعه، وكان بينه وبين الرجل شىء من العداوة كما رواه أحمد والطبرانى، وابن المنذر وغيرهما عن عبد الله بن أبى حدود الأسلمى، قال عبد الله بن أبى حذره لما رجعنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت الآية وذكر ابن عمر: أن محلما قعد فى بردين بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستغفر له، فقال لا غفر الله لك، فقام يتلقى دموعه ببرديه فما مضت ساعة حتى مات، ودفنوه فلفظته الأرض، فأخبروه صلى الله عليه وسلم بذلك فقال
" إن الأرض تقبل مع هو شر منه، ولكن أراد الله أن يعظكم به "
، وألقوا عليه الحجارة تحت جبل، وروى أنهم أعادوا له قبرا، فلفظه أيضا، روى أنهم ألقوه بعد ذلك فى غار، وروى أنه صلى الله عليه وسلم قال له:
" أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ قال: يا رسول الله قالها متعودا، قال: أفلا شققت عن قلبه؟ قال: لم يا رسول الله؟ قال: لتعلم أصادق هو أم كاذب، قال: كنت عالما ذلك يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم: إنما كان يبين عنه لسانه "
، وكان قول لا إله إلا الله عنوانا على الإسلام، ومتضمنا لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم على عهده صلى الله عليه وسلم لفشو الشرك وتضمن هذه الجملة الوحدانية. { إذا ضربتم } سافرتم { فى سبيل الله } للجهاد { فتبينوا } تثبتوا حتى تعرفوا المؤمن من الكافر وتعرفوا ما تقدمون عليه { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام } الانقياد للإيمان ولو تحت السيف { لست مؤمنا } فقتلوه، تقولون، بل أردت بكلمة الشهادة نجاة نفسك ومالك، وفى قلبك شرك فإن الغيب لله، وأنه قد يقولها لتنجيه ذلك ثم يستمر عليها من بعد { تبتغون عرض الحياة الدنيا } مالها كغنم مرداس، فيتغلب عليكم قول لست مؤمنا { فعند الله مغانم كثيرة } لأن عند الله مغانم كثيرة تغنيكم عن قتل من لا يستحق القتل لما له أى ما يغنم، وأصل المغنم المصدر أو المكان أو الزمان، ثم يطلق على ما يؤخذ من مال العدو قهرا { كذلك } الرجل الذى ألقى إليكم السلام { كنتم من قبل } تلقون السلام، فيقبل منكم بظارهه فتعصم دماؤكم وأموالكم، ولا تكلفون سرائركم، فمنكم مخلص ومنكم غير مخلص، ثم أخلص كما قال { فمن الله عليكم } بالاستقامة، ومنهم من خالف ذلك، وحسابه إلى الله، إما أن يفتضح فى الدنيا أو فى الآخرة، أو كذلك كنتم مشركين، ثم من الله عليكم بالإسلام وزيادة إعلان الإسلام بعد خفائه { فتبينوا } أن تقتلوا مؤمنا، وعاملوا بالظاهر كما عوملتم، فإبقاء ألف كافر أهون عند الله من قتل مؤمن، وإيمان المكره يصح، وهذا تأكيد للأول، أو تبينوا نعمة الله وتثبتوا فيها، فهو تأسيس وهو أولى { إن الله كان بما تعملون خبيرا } لا يفوته جزاؤكم وعن سعيد بن المسيب، مر المقداد بن الأسود فى سرية، فمر برجل فى غنيمة له، فقال: إنى مسلم، فقتله المقداد، وأخذ غنيمته، فذكروا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال:
" قتلته وهو مسلم؟ "
فقال المقداد: ودلو فر بأهله ومات فنزلت الآية.
[4.95]
ناپیژندل شوی مخ