258

تيسير التفسير

تيسير التفسير

ژانرونه

[الفرقان: 68] الآية، وقد فعلنا ذلك كله، فنزل

إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا

[الفرقان: 70] الآيتين، فكتب بهما صلى الله عليه وسلم إليهم فكتبوا إليه، إنا نخاف أن لا نعمل عملا صالحا فنزل قوله تعالى:

{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشآء } فبعثها إليهم، فبعثوا إليه، إنا نخاف أن لا نكون من أهل مشيئته تعالى، فنزل

قل يا عبادى الذين أسرفوا..

[الزمر: 53] الآية، فبعثها إليهم، فأسلموا فجاءوا من مكة، فقال صلى الله عليه وسلم:

" كيف قتلت حمزة؟ "

فقال: كنت له بجنب صخرة ولا يعلم بى، فاستقبلته بخنجر خرج من ظهره فقال له:

" ويحك، غيب وجهك عنى "

، فلحق بالشام، قيل مات فى خمر ولم يرتد، ومعنى قولهم نخاف أن لا نعمل صالحا نخاف أن لا نقتصر على العمل الصالح بل تارة عملا صالحا وآخر سيئا وتوهموا أنه من تاب لا تغفر له معصية فعلها بعد توبته، فأوحى الله إن الله لا يغفر الإشراك لمن أشرك ولم يتب، حتى إنه لو كان فى المسلم خصلة شرك لم ينتبه لها ولم يقبل عمله الصالح ولا اجتنابه الكبائر والصغائر إلا إن كان يقول: اللهم إنى أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم، أو اللهم اغفر لى الشرك، وما دونه، ويغفر الله ما دون ذلك الإشراك لمن يشاء، ككبيرة نسيها ولم ينو الإصرار، ولو حقا لمخلوق، فتخرج من حسناته، أو يخلصها عنه ولده أو غيره، ومثل أن تعد حسناته وسيئاته عند أصحابنا المشارقة، فتغلبها الحسنات، أو الآية من باب التنازع أى أن الله لا يغفر له أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فالهاء فى له لمن يشاء، وكأنه قيل: إن الله لا يغفر الإشراك لمن يشاء، وهو من قضى أن لا يتوب من شركه ويغفر ما دون الإشراك لمن يشاء، وهو من قضى أن يتوب أو نسى ذنبه بحيث لا يطلق عليه اسم المصر، أو من الحذف من الأول لدلالة الأخير أى لا يغفر أن يشرك به لمن يشاء، وقال أبو عمار رحمه الله: ما دون ذلك الصغائر لأنها تغفر لمن اجتنب الكبائر ولو بلا قصد توبة منها، ما لم يصر عيها، لقوله تعالى:

ناپیژندل شوی مخ