253

تيسير التفسير

تيسير التفسير

ژانرونه

" إن الله يحب أن يظهر أثر نعمته على عبده "

أو هو عام لكل من كفر بما ذكر أو غيره { عذابا مهيما } كما أهان الإسلام والنعمة.

[4.38]

{ والذين ينفقون أموالهم رئآء الناس } عطف على الذين بأوجهه، أو مبتدأ خبره قرينهم الشيطان، والبخل تفريط، والسرف إفراط، وهو إنفاق المال فى غير وجهه، كالرئاء، والوسط الإنفاق فى وجهه، وكلا الطرفين مذموم، والرئاء مضاف للمفعول، كما نصب الناس فى قوله يراءون الناس { ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر } فليسوا يرجون ثواب الله فى الآخرة لإنكارهم إياها، فلا ينفقون فى وجه الإنفاق، وهم المشركون والمنافقون بإضمار الشرك، قيل واليهود، وكل هؤلاء هم قرناء الشيطان { ومن يكن الشيطان } الشياطين، إبليس وأعوانه من الجن والإنس { له قرينا } صاحب سوء يأمره بالبخل والكتم، والرئاء والإشراك

إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين

[الإسراء: 27]، ويترتب على ذلك أن يكون قرينا له فى النار، أى مقرونا، ويجوز التفسير به، أو بهما، أى ومن يكن الشيطان له مقترنا فى الدنيا وفى النار { فسآء قرينا } له هو، وإن قلنا إنها إخبار لا من باب نعم قدرت قد لأنها تصلح شرطا.

[4.39]

{ وماذا عليهم } من المضرة، بل لهم النفع { لو } ليست مصدرية كما قيل، لأنه لا يصح دخول حرف الجرعليها لفظا، بل هى بمعنى إن الشرطية، والجواب أغنى عنه ما قبل، أو محذوف أى لسعدوا { ءامنوا بالله واليوم الأخر وأنفقوا مما رزقهم الله } فى سبيله، قدم الإيمان هنا لأنه لا ينتفع بالإنفاق مع عدمه، فتقديمه تخصيص، وأخره فى الآية الأخرى لقصد التعليل به فيها، أو أخر الإيمان لأن المراد بالإنفاق الإسراف، الذى هو عديل البخل، فلا يحصل الفصل بيهما بالإيمان، لعدم الفصل بين العديلين { وكان الله بهم } بذواتهم وأعمالهم { عليما } لا يفوته عقابهم، فذلك وعيد على سوء باطنهم، أو تنبيه على أنهم لو آمنوا وأنفقوا لأثابهم، ولم يخف عنه إيمانهم وإنفاقهم.

[4.40]

{ إن الله لا يظلم } لا ينقص { مثقال ذرة } ثقل الذرة، ويقال هذا على مثقال ذلك، أى وزنه، وهى جزء من ألف جزء من حبة خردل أو نحوها، وذلك لا يعرف قدره إلا الله، أو أربعة وعشرون قيراطا، وهو غير القيراط المعروف، والذرة زنة مائة منها حبة شعير، أو النملة الصغيرة جدا، ولا تكاد ترى، أو رأس النملة، وقرأ ابن مسعود، مثقال نملة أو جزء من أجزاء هباء الكوة أو الخردلة، أو ما يطير بالنفخ على يد خرجت من التراب، ومثقال الذرة مستعمل فى الجاهلية، والإسلام، ولم يقل مقدار ذرة ليذكر ما يدل على الوزن، كما قال:

ناپیژندل شوی مخ