تعبیرنامه نجمی په صوفی اشاری تفسیر کې
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
ژانرونه
ثم أخبر عن فساد الأحوال من أكل الأموال بقوله تعالى: { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } [البقرة: 188]، والإشارة فيها أن الأموال خلقت لمصالح قوام النفس، وأن النفس خلقت للقيام بمراسم العبودية؛ لقوله تعالى:
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
[الذاريات: 56]،
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة
[التوبة: 111]؛ ليعلموا أن ليس لهم الأموال والأنفس وإنما هي لله، فلا تتصرفوا في الأموال والأنفس إلا بأمر الله تعالى، ثم قال تعالى: { ولا تأكلوا أموالكم بينكم } [البقرة: 188]؛ أي: الأموال التي اشترى الله منكم بالباطل؛ أي: بهوى النفس والحرص والشهوة والإسراف على الغفلة، وكلوا بالحق بالأمر بالقناعة والتقوية على الطاعة والقيام بالعبودية.
{ وتدلوا بها إلى الحكام } [البقرة: 188]؛ أي: ولا تدلوا إلى الحكام؛ وهي: النفس الأمارة بالسوء، { لتأكلوا فريقا من أموال الناس } [البقرة: 188]؛ أي: من الأموال التي خلقت للاستعانة على العبودية، { بالإثم } [البقرة: 188]؛ أي: بالقطيعة والغفلة مستعينا بها على المعصية كالحيوانات والبهائم؛ لتأكلوا بحظ النفس البهيمية فيكون حالكم ومرجعكم ومثواكم النار؛ لقوله تعالى:
ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم
[محمد: 12]، { وأنتم تعلمون } حاصل الأمر ولا تعملون.
[2.189-190]
ثم أخبر عن سير الأخيار وسير الأبرار بقوله تعالى: { يسألونك عن الأهلة } [البقرة: 189]، والإشارة فيها أن الأهلة { قل هي مواقيت للناس } [البقرة: 189]؛ أي: للناس فيها اختيار كاشتغال كل طائفة بما هو أهله في تلك المواقيت على تفاوت أعمالهم، ومواقيت هذا القوم في تفاوت أهوالهم، فللزاهدين مواقيت أورادهم، وللصادقين مواقيت مراقباتهم، { والحج } [البقرة: 189]، إشارة إلى ما يرد بحكم الوقت على الصديقين من غير أخيارهم، ومن المحبوب على المحبين من غير اختيارهم بل باضطرارهم، فللصديقين مواقيت أوقاتهم، فمن كان وقته الصحو كان قياما بالشريعة، ومن كان وقته المحو، فالغالب أحكام الحقيقة، وللمحبين مواقيت أوصاف محبوبهم، فإن خرجوا عن وصف وجودهم ودخلوا في حكم وصف محبوبهم والله غالب على أمرهم؛ فهو من إحساس أحكام البشرية واستيلاء سلطان الحقيقة، فإن تجلى لهم بوصف الجلال طاشوا، وإن تجلى لهم بوصف الجمال عاشوا.
ناپیژندل شوی مخ