85

وممن قرأ عليه -عليه السلام- الإمام محمد بن علي الوشلي -عليه السلام- في عصابة من الأعيان سافروا بسفره، وأقاموا بإقامته، واشتهرت دعوة مولانا عزالدين -عليه السلام- فلم يتواجد من أهل العلم إلا(1) وصله، وأورد(2) عليه من الأسئلة في كل فن ما يملأ الطروس، وشافهوه عليه السلام بجميع ما يعرض في النفوس، فأجابهم -عليه السلام- (بما يشفي(3) من الأوام)، فلما صحت لهم الحجة ودلهم على المحجة بايعوه وشايعوه، وكان عدة من الناس ممن في قلبه ريب يظنون نفرة الناس عنه لتقدم دعوة ابن يوسف، وكون صاحب صنعاء يود ذلك في الباطن فأبى الله إلا أن يتم نوره، ويجمع الكلمة لهذا الإمام عليه السلام، فأطاعه العباد، ودانت له البلاد، ووقع لدولته(4) من القبول والإقبال ما لا(5) يخطر ببال، واعترف له الموالف والمخالف بالعلم الغزير، وجودة التدبير، والكرم الشهير، حتى كثر العجب من كرمه واجتمع له -عليه السلام- من الخصال الحميدة ما لم يحصل لغيره من الأئمة من الشغف بالعلم ليلا، ونهارا، وسحرا، (وسمرا)(6)، وسفرا، وحضرا.

(ومنذ دعا إلى أن توفاه الله تعالى)(7) والخطابة، والبراعة، وجودة الفهم، وصفاء الذهن، ما يقصر(8) عنه الوصف.

مخ ۸۳