149

ولما صلح بحمد الله أمر يافع رجع سادتنا بجميع سلاطين المشرق إلى ذمار ثم إلى حضرة المولى [أمير المؤمنين](1) عليه السلام ثم عزم كل (منهم)(2) إلى محله ثم كانت المراسلة من صاحب حضرموت السلطان بدر بن عمر الكثيري يستغيث بالإمام عليه السلام مما جرى عليه من الغدر من أخوته وأنه لا سبب له إلا قيامه بطاعة الإمام عليه السلام فكان تجهيز مولانا أحمد بن الحسن بأن جمع الجنود المنصورة من جميع الجهات التي إليه.

وخرج من الغراس يوم الخميس ثامن عشر شهر شوال سنة تسع وستين وألف وانظم إليه صنوه مولانا شرف الدين(3) الحسين بن الحسن حتى وصلا إلى بيحان وأقاما فيه ثمانية عشر يوماومرض بعض العسكر، ثم كان مرض مولانا الحسين بن الحسن فحمل(4) إلى رداع وفيها صنوه [مولانا](5) محمد بن الحسن ثم شفاه الله [تعالى ولله الحمد](6) ونفذ أصحابه مع صنوه مولانا أحمد بن الحسن حتى وصل قريبا من محل السلطان بدر بن عمر الكثيري(7) بحضرموت، وقد جمع السلطان [المذكور](8) خيله فوق الألف وعسكره فوق خمسة عشر ألف ولما استقر مولانا أحمد بن الحسن في ذلك الموضع يوم الأربعاء [خرج](9) إلىموضع يرى منه جيش السلطان ثم تهيأ لقتالهم صبح يوم الخميس وقد جعل العسكرصفا واحدا فلما انهزم أعداء الله ظن مولانا أحمد بن الحسن عليه السلام أن ذلك مكيدة منهم فانكشف أنها على الحقيقة فشلا وجبنا وكان بفضل الله حصول الفتح المبين والنصر والظفر والتمكين من الاستيلاء على قطر حضرموت وتسلم حصونه ومصانعه، وما فيها من الذخائر والسلاح، وما زال القتل الذريع فيهم واحتزت رؤوس كثير وأخذ المجاهدون أموالهم وسلاحهم وخيلهم وانكسر السلطان وأولاده وأعوانه.

مخ ۱۴۸