111

تسلیه مجالس

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

ژانرونه

من رجوت وجوده منزه عن العدم، ويا من دوام بقائه متصف بالأحدية والقدم، ويا من هدانا السبيل إلى ما يزلفنا برضوانه، وعرفنا الدليل إلى ما يتحفنا بجنانه، ونصب لنا أعلاما يهتدي بها الحائر عن قصد السبيل في معتقده ونحلته، وأثبت لنا في سماء الصباح إيضاح بيانه أنجما ينجو بنورها السائر بغير دليل في ظلمة حيرته، وجعلهم خاصة نفسه من عباده، وولاة أمره في بلاده، لذتهم في امتثال أوامره ونواهيه، وفرحتهم فيما يقربهم من حضرته ويرضيه، وكلفهم بالتكاليف الشاقة من جهاد أعدائه، وألزمهم بكف أكف الملحدين في صفاته وآلائه.

فبذلوا وسعهم في إعلاء كلمته، وأجاهدوا جاهدهم إذعانا لربوبيته، وقابلوا بشرائف وجوههم صفاح الأعداء، وتلقوا بكرائم صدورهم رماح الأشقياء، حتى قطعت أوصالهم، وذبحت أطفالهم، وسبيت ذراريهم ونساؤهم، وانهبت أثقالهم وأموالهم، واهديت إلى رءوس البغاة رءوسهم، واستلت بسيوف الطغاة نفوسهم، وصارت أجسادهم على الرمضاء منبوذة، وبصوارم الأعداء موقوذة (1)، تسفي (2) عليهم الأعاصير بذيولها، وتطأهم الأشقياء بخيولها، وتبكي عليهم السموات السبع بأفلاكها، والأرضوان السبع بأملاكها، والبحار ببينانها، والأعصار بأزمانها، والجنة بولدانها، والنار بخزانها، والعرش بحملته، والفرش بحملته، أبدانهم منبوذة بالعراء، وأرواحهم منعمة في الرفيق الأعلى.

أسألك بحق ما ضمت كربلاء من أشباحهم، وجنة المأوى من أرواحهم،

مخ ۱۳۷