تسلیه مجالس
تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1
ژانرونه
وبحق ألوانهم الشاحبة في عراها، وأوداجهم الشاخبة (1) في ثراها، وبما ضم صعيدها من قبورهم وظرائحهم، وما غيب في عراصها من أعضائهم وجوارحهم، وبحق تلك الوجوه التي طال ما قبلها الرسول، وأكرمتها البتول، وبحق تلك الأبدان التي لم تزل تدأب في عبادتك، وتكدح في طاعتك، طالما سهرت نواظرها بلذيذ مناجاتك، وأظمأت هواجرها طلبا لمرضاتك، شاهدت أنوار تجليات عظمتك بأبصار بصائرها، ولاحظت جلال ربوبيتك بأفكار ضمائرها، فأشرقت أنوار إلهيتك على مرايا قلوبها، فأضاءت الأكوان بانعكاس أشعة ذلك النور الذي هو كمال مطلوبها.
أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل قلوبنا معمورة بحبهم، وأنفسنا مسرورة بقربهم، وألسنتنا بذكر مناقبهم ناطقة، وأبداننا بنشر فضائلهم عانقة، ومدائحنا إلى نحو جهاتهم موجهة، وقرائحنا بمعاني صفاتهم مفوهة، وشكرنا موقوفا على حضرة رفعتهم، وذكرنا مصروفا إلى مدحة عظمتهم، لا نعتقد سواهم سبيلا موصلا إليك، ولا نرى غير حبهم سببا منجيا لديك، نرى كل مجد غير مجدهم حقيرا، وكل غني بغير ولاتهم فقيرا، وكل فخر سوى فخرهم زورا، وكل ناطق بغير لسانهم زخرفا وغرورا، وكل عالم بغير علمهم جاهلا، وكل إمام يدعي من دونهم باطلا.
فلك الحمد على ما اطلعنا عليه من سرك المصون بعرفان فضلهم، وأهلنا له من علمك المخزون بالاستمساك بحبلهم.
مخ ۱۳۸