عصر الاتساق: د عربي ملت تاریخ (څلورمه برخه)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
ژانرونه
لم يتخذ الأمويون في عهديهم الأول والثاني وزيرا بالشكل الذي رأيناه في العصر العباسي، وإنما كان لهم كتاب وحساب، يتولون الكتابة لهم، وقد أضحت الكتابة في هذا العهد صناعة لها عادات وتقاليد، وبعد أن كان الكاتب في العصر النبوي وعصر الخلفاء الراشدين، يتولى كتابة الرسائل التي تملى عليه، والحسابات وضبط ديوان الدولة ومراسلاتها، صار في هذا العصر يتولى مهام شئون الدولة وينشئ رسائلها، ويشترط فيه أن يكون ذا ثقافة واسعة في العربية وآدابها، مطلعا على سير الأولين، وأخبار الأقدمين وأحوالهم وسياساتهم. وقد كان يسمى الكاتب وزيرا أو صاحب السر، وقد نبغ في هذا العصر جماعة من أمناء السر، نذكر منهم أبا العلاء سالم بن عبد الله، كاتب هشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد، وقد رووا أنه نقل بعض رسائل أرسطو إلى الإسكندر من اليونانية إلى العربية، وأن له مجموعة رسائل في مائة ورقة.
3
وهو أستاذ عبد الحميد بن يحيى الكاتب، شيخ البلغاء الكتاب، وكاتب مروان بن محمد. روى ابن عساكر: قال زياد الأعجم: حضرت جنازة هشام، فسمعت عبد الحميد يقول:
وما سالم عما قليل بسالم
وإن كثرت أحراسه ومواكبه
وإن كان ذا باب شديد وحاجب
فعما قليل يهجر الباب حاجبه
ويصبح بعد الحجب للناس مفردا
رهينة بيت لم تستر جوانبه
ومنهم عبد الحميد بن يحيى بن سعد، كاتب مروان، وهو شيخ الصناعة وكاتبها الأول، وقد خلف لنا عهدا كتبه عن لسان الخليفة مروان بن محمد، إلى عبد الله بن مروان حين بعثه لقتال الضحاك بن قيس الشيباني الخارجي.
ناپیژندل شوی مخ