عصر الاتساق: د عربي ملت تاریخ (څلورمه برخه)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
ژانرونه
4
وهو عهد رائع بأسلوبه وطرق أفكاره. وقد كانت الكتابة في العصر الأموي الأول مقصورة على كتابة رسائل الخليفة أو العامل أو الأمير، أو كتابة الخط الحسن بين يدي هؤلاء، ولما اتسعت رقعة الدولة ازدادت الأعمال، وشغل الخلفاء عن أن يقرءوا الكتابة بأنفسهم، فعهدوا بها إلى كبار كتابهم، حتى أوشكت في آخر دولتهم أن تصبح صناعة عتيدة مميزة القواعد والأصول، متشعبة الفروع؛ بما أدخله عليها الجيل الناشئ في الإسلام من أبناء الموالي، ممن كانوا يعرفون اللغات الرومية أو اليونانية أو الفارسية أو السريانية أو القبطية، وهي لغات ذات حضارة وأنظمة ورسوم وفضائل إدارية متعددة. (3) الحجابة
قلنا في الباب الخامس من الفصل الأول: إن الحجابة وهي وظيفة تشبه في عصرنا «رئاسة تشريفات البلاط»، وقد عظم أمرها في العهد الأول للدولة الأموية، وإن معاوية ويزيد قد تشددا في حجابتهما، وزادا في منع الناس من ملاقاتهما، إلا في الأمور الهامة، على عكس ما كان عليه الأمر في عهد الخلفاء الراشدين، فلما جاء العصر الثاني لهذه الدولة زاد الخلفاء في الاحتجاب، إلا في عهد عمر بن عبد العزيز، فإنه سلك مسلك الراشدين في السماح للناس بالدخول إليه، قال عبد الملك بن مروان لصاحب حجابه: قد وليتك حجابة بابي إلا عن ثلاثة: المؤذن للصلاة فإنه داعي الله، وصاحب البريد فأمر ما جاء به، وصاحب الطعام لئلا يفسد.
5
فنحن نرى من ذلك أن الناس كلهم محجوبون عن الخليفة إلا هؤلاء الثلاثة الذين يجيئون الخليفة لا لغرض خاص أو لمصلحة عامة، وإنما غرضهم متعلق بمصلحة الخليفة نفسه. ويروي صاحب الفخري أن عبد الملك - وهو الذي نظم أمور الدولة الإدارية، وسلك بها مسلكا جديدا - قد أوصى أخاه عبد العزيز بن مروان حين ولاه على مصر بقوله: «ابسط بشرك، وألن كنفك، وآثر الرفق في الأمور، فإنه أبلغ بك، وانظر حاجبك، فليكن من خير أهلك، فإنه وجهك ولسانك، ولا يقفن أحد ببابك إلا أعلمك مكانه؛ لتكون أنت الذي تأذن له أو ترده.»
6
فهو يوصيه بأن يختار للحجابة رجلا من أشرف الناس، بل من خير رجال أسرة الخليفة، وأن يخبره عن كل شخص يقصده حتى يرى الخليفة فيه رأيه، ولا يتصرف الحاجب من عند نفسه؛ لأن الخليفة أعرف بالناس وأحوالهم، ويقرر ابن خلدون أن الحجاب في الدول يعظم حين تهرم.
7 (4) الجيش
كان الجيش في العصر الأموي جيشا عربيا خالصا إلا البحرية، فإنها كانت تعتمد على جماعات من أبناء الأمم المفتوحة من روم وفرس ونبط وزط - كما رأينا ذلك في الفصل الأول والباب الخامس - ونضيف ها هنا أن الخليفة نفسه هو الذي كان يختار قائد جيشه وبحريته، وأن هذا القائد كان يمثل الخليفة، وينوب عنه في إقامة الصلاة، وتوزيع الغنائم والفيء والصدقات، وأن له حق التصرف فيما عدا حصة بيت المال من المغانم والفيء على الشكل الذي يرتئيه، وإذا ما اجتمع أكثر من قائد في الجيش كان الخليفة يسمي أحدهما لإقامة الصلاة والخطبة في الأجناد، وكان الجيش يتألف من صنفين: الفرسان والرجالة، وكان الأولون يتسلحون بالدروع والسيوف والرماح والخوذ المصنوعة من الصلب والمحلاة بريش النسور، بينما يتسلح الآخرون بالدروع والسيوف والقسي والسهام، وقد لعبت السهام دورا كبيرا في فوز المسلمين بالحروب والفتوح في بلاد الروم والمشرق، وكان الرسول وخلفاؤه الراشدون ومعاوية وأخلافه، يحضون الناس على الفروسية وإتقان فن الرمي، قال عليه الصلاة والسلام: «اركبوا وارموا وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا.» وقال: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي».
8
ناپیژندل شوی مخ