العاص، وسار معاوية وعمرو إلى محمد بن أبى حذيفة حتى خرج إلى عريش مصر فى الف رجل، فتحصن بها وجاءه عمرو فتصب المنجنيق عليه ، حتى نزل فى ثلاثين من أصحابه فأخذوه وقتلوه، هذا قول الواقدى، وأما هشام بن محمد فإنه يزعم أن محمد بن أبى حذيفة قتل بعد قتل محمد بن أبى بكر، وأنه لما دخل عمرو بن العاص إلى مصر بعث به إلى معاوية فحبسه، وكان ابن خال معاوية، وكان معاوية يحب أن يفلت، فهرب من السجن فقال معاوية : من يطلبه؟ فخرج عبد الله بن عمر الخثعمى، فوجده فقتله ، وذلك قي سنة ثمان وثلاثين’’.
~~وفيها أظهر معاوية الخلاف لعلي بن أبى طالب؛ فإنه بلغه أن عليا - رضى الله عنه - قمال : لا أقره على عمله، فقال معاوية: والله لا ألى له شيئا ولا أبايعه، ولا أقدم عليه؛ فيعث إليه جرير بن عبد الله البجلى يدعوه إلى الطاعة، فأبى؛ فحينئذ عزم على - رضى الله عنه - على الخروج إلى صفين، وقال سهل بن سعد : دعا على - رضى الله عنه - قيس بن سعد الأنصارى، فقال له : سر إلى مصر؛ فقد وليتكها، فإذا أنت قدمتها فأحسن إلى المحسن، واشتد على المريب، وارفق بالعامة والخاصة، فلما قدم أخذ البيعة لعلى - رضى الله عنه - واستقامت له مصر، إلا أن قرية منها يقال لها: خربتا فيها أناس قد أعظموا قتل عثمان - رضى الله عنه - وبها رجل يقال له : يزيد بن الحارث من بنى مدلج، فبعث إلى قيس : أقرنا على حالنا حتى ننظر إلى ما يصير إليه أمر الناس ، فكتب معاوية إلى قيس بن سعد: سلام عليك، أما بعد، فإنكم كنتم نقمتم على عثمان فى أيرة رأيتموها او ضربة بسوط ضربها، فإنكم قد علمتم أن دمه لم يكن يحل لكم ، فتب إلى الله يا قيس بن سعد؛ فإنك كنت من المجلبين على عثمان بن عفان، فاما صاحبك فقد استيقنا أنه الذى أغرى الناس به وحملهم على قتله ، فإن استطعت يا قيس أن تكون ممن يطلب بدم عثمان فافعل، تابعنا على أمرنا، ولك سلطان العراق إذا ظهرت ما بقيت، ولمن أحببت من أهل بيتك سلطان الحجاز ما دام لى سلطان، وسلنى غير هذا مما تحب.
~~فلما جاءه كتاب معاوية أحب أن يدافعه؛ فكتب اليه: أما بعد فقد بلغنى كتابك، وقهمت ما ذكرت فيه من قتل عثمان، وذلك أمر لم أقارفه، وذكرت أن صاحبى هو الذى أغرى الناس بعثمان، وهذا لم أطلع عليه ، وأما ما سألتنى من متابعتك وعرضت على من الجزاء فيه ، فهذا أمر لى فيه نظر ، ولن يأتيك شىء تكرهه .
----
مخ ۶۷