[ثناء العلماء والشعراء على مدينة حوث]
لقد أثنى العلماء على هذه المدينة بالكلام الطيب وأحبوا البقاء بها، وعندما تطالع التراجم للعلماء والأدباء بل للأئمة تجد أنهم قد شغفوا بحب مدينة حوث لكونها من المدارس العلمية الشهيرة، والمراكز العالية القديمة، وبها مناخ عذب يتلذذ به القاعد فيها، لا يصيبه الهم والكدر بل الارتياح النفسي وتختلف البلدان باختلاف أجوائها وطبائع الناس الساكنين فيها.
حتى إنك لتجد أن الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة كان يحبها، وقد سكن بها، وكان له منزل بها، خربه أعداؤه فأعاد عليه السلام بناءه، وقد أخبرني والدي الحجة، النحرير التقي، الحسن بن القاسم السراجي رضي الله عنه بلاغا عن الإمام المنصور بالله عليه السلام أنه كان يرى أن حرمة ظفار وحوث كحرمة مكة والمدينة، يعني عليه السلام أن هاتين البلدتين كانتا تنفيان الخبث بأنفسهما، إذ الله سبحانه يسلط على أي معتد فيها أو باغ بعقوبة من عنده، ويؤيد ذلك الواقع وقد أثنى عليها في كتاب (الشافي) كما سيأتي إن شاء الله تعالى، وقد قيل إنه عليه السلام دعا على كل من يريد العبث فيها أو الظلم بها أو بأهلها، وقد قدمنا ثناء الإمام يحيى بن حمزة عليه السلام على أهل مدينة حوث، وقد جاء عن كثير من العلماء الثناء عليها كما سيأتي في تراجمهم الآتي ذكرها.
وأما العلماء الشعراء فقد اشتغلوا بذلك، فمن هؤلاء القاضي العلامة محمد بن يحيى بهران من قصيدة طويلة قال فيها:
أقمنا بحوث بعض يوم وليلة ... فلله حوث من محل مكرم
وهجرة علم فاز بالسبق أهلها ... وفاقت وراقت ناظر المتوسم بها سادة من آل طه كأنهم ... نجوم منيرات على إثر أنجم
مخ ۳۹