د مصر په قديم ملي غورځنګ تاريخ: د تاريخ له شپږمې ورځې څخه تر عربي فتح پورې

عبدالرحمن رافعي d. 1386 AH
164

د مصر په قديم ملي غورځنګ تاريخ: د تاريخ له شپږمې ورځې څخه تر عربي فتح پورې

تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي

ژانرونه

وبعد أن انتصر أنطيوخس على الجناح الأيسر الذي يقوده الملك الشاب وفشلت الجنود المقدونية في صد الجيش السلوقي، انبرى لهم المصريون الذين امتازوا بشجاعتهم وحسن بلائهم في القتال فهزموا السلوقيين.

وانتهت معركة رفح بنصر مؤزر، ناله الجيش البطلمي بفضل الفرقة المصرية.

فالنصر الذي أحرزه المصريون في معركة رفح قد ملأ نفوسهم حماسة وثقة.

وبدأ البطالمة لأول مرة يعاملونهم لوقت محدود معاملة الأنداد بعد أن كانوا ينظرون إليهم كأنهم مقهورون.

يقول هارولد بل في هذا الصدد: «ومن ذلك الحين أخذت الثورات تنشب من وقت لآخر، وتقع غالبا في الإقليم الطيبي، ولكن ليس هذا على سبيل الحصر بحال ما، فهذا الإقليم كان دائما الموطن الذي نبتت فيه القومية المصرية.»

25

ويقول الدكتور إبراهيم نصحي: «إن الثورة التي وقعت في عهد بطليموس الرابع لم تختلف كثيرا في طبيعتها عن الثورة التي وقعت في عهد بطليموس الثالث، والثورات التي وقعت في عهد البطالمة المتأخرين. لكن ثورة عهد بطليموس الرابع كانت أخطر من سابقتها لأن الجنود المصريين كانوا عندئذ أفضل تدريبا وتسليحا، ورأوا في ميدان القتال أثناء موقعة «رفح» أنهم لا يقلون كفاءة ومقدرة عن الإغريق والمقدونيين، وعندما عاد الجنود المصريون من انتصارهم في موقعة «رفح» إلى قراهم، وأخذوا يباشرون حياتهم العادية، ازداد إحساسهم بالألم من مركزهم الوضيع بالنسبة للأجانب، وحنقوا أكثر مما كانوا يحنقون في الماضي على الأعباء المتزايدة التي كان النظام الاقتصادي يفرضها عليهم. فلا عجب إذن أن انتهز رجال الدين المخلصون كل هذه الظروف واستنصروا وطنية المصريين ومشاعرهم الدينية، فهبوا ثائرين على طغاتهم وكل من لاذ بهم، أو انتصر لهم، أو تخلف عن ركب الوطنية، ولا يبعد أن أحد العوامل الهامة التي ألهبت مشاعر المصريين وخاصة في مصر العليا، ودفعتهم إلى الثورة ضد البطالمة، كان بقاء التقاليد الفرعونية في وادي النيل جنوبي مصر؛ لأنه إذا كان الغزاة المقدونيون والإغريق قد أخضعوا بمصر نفسها فإنهم لم يخضعوا كل دولة الفراعنة القدماء، أو بعبارة أخرى كل منطقة الحضارة المصرية، ولا شك في أنه عندما كان المصريون الوطنيون يرون تقاليدهم القديمة تسود ذلك الإقليم الواقع على الحدود الجنوبية، كانت صدورهم تتأجج وطنية، وكانت تبدو لهم بارقة أمل في إحياء ماضيهم المجيد واسترجاع حريتهم العزيزة، فيدفعهم كل ذلك إلى البذل والفداء.»

26

كانت واقعة رفح نقطة تحول كبير في موقف المصريين تجاه غاصبيهم وبداية الثورات الوطنية التي زلزلت عرش البطالمة، فثار المصريون في الوجه البحري عام 216ق.م يريدون التحرر من البطالمة، وامتدت الثورة إلى مصر الوسطى ثم إلى مصر العليا.

وقد أسفرت هذه الثورة عن استقلال إقليم طيبة عن حكم البطالمة نحو عشرين عاما (من سنة 206 إلى سنة 186ق.م).

ناپیژندل شوی مخ