187

تاریخ العالم

تأريخ العالم

============================================================

من شدته وشراسته، فانصرفوا الى بلادهم . فلما نزلت هذه النكبة على شخشار الملك أشار عليه قائد له يدعى مردان (1) [صدن185] بالانصراف الى دار ملكه قبل ان ينتهي الى أهل مملكته ما نزل به من النكوب فتفسد بذلك حالهم . وقال له: "أعطني بعض هذه العساكر، فأبق على محاربة هذا العدد . فان كان الظفرلهم كان أسهل في السماع، اذلم تحضر ذلك بنفسك" . فاستحسن شخشار الملك رآيه، وترك اليه بعض العساكر وانصرف بالبعض راجعا يريد الجواز على جسر كان عمله في بعض ذلك البحر اذ كان عند نفسه عاليا مقتدرا . فلما دخله هاجت عليه اهوال الشتاء وانخرق الجس، وسفط شخشار الملك في البحر حتى وجده صياد فخلصه في مركب له غريان . فكانت في آمره عبرة لمن اعتبر، ومتعظ لين اتعظ، وتأديب لمن اغتر بنعيم الدنيا ووق بعزها) بيناه يلك ذلك البحر، وقد غطاه بكثرة مراكيه، صار مملوكا لأدني صياد فيه، فكان هذا سبيل خلاصه وخلاص أصحابه الذين كانوا معه، وبقوا بعد خروجهم من ذلك البحر في الرحلة والجوع والعري، وواقعتهم العلل والوباء حتى امتلأت من آجسادهم الطرق والخنادق، حتى ضريت الطير والسباع أكل آمواتهم وصارت تهجم عليهم وهم احياء.

فأما مردان القائد الذي كان يعبئ العساكر على محاربة الرم الغريقيين، فانه ظفر أولا حتى ظفر به اخيرا. وذلك انه افتتح في اول امره مدينة اولنطس O”Ida1) من الأتيناشيين . وكان الأثيناشيون قد آرادوا مصالحته وينصرف عنهم حتى ( أبى] مع ذلك الرم الغريقيون وعظم عليهم ذلك ، وخاطبوا الأنيناشيين وقالوا لهم : "قبحكم الله من آمةا اتصالحون قوما قد أوقعنا بهم امس؟ وهل تفعلون ذلك رهبة] من شرهم ام رغبة في خيرهم ؟ فرجعوا عن تلك النية [ فلما راى مردان ] ذلك اوأن حريتهم لا يمكن قهرها آحراق ما قدر عليه من قراهم ومضى بعساكره الى بواتيه [1ص] من بلاد دروانية، وهم من الرم الغريقيين، لأن دروانه بن شلبيه بن طراج بن مواس ( فطارده هناك من اليونانيين ] [94 ح] مائة الف مقاتل. فلما لاقاهم تقاتلوا مليأ . تم انكسفت الهزيمة على الفرس فأبيد جميع عسكره ولم يخلص إلا في نفر بين اصحابه مسلوبا. فأصاب الرم الغريقيون، ما كان في جميع ذلك (1) ص: مرداق.

185

مخ ۱۸۷