============================================================
ذكر ذي القرنين هلهنا وكان ذو القرنين قتل أباها فور ملك الهند فهي تسألك أن تسلمي الرسول إليها لتقتله بأبيها، فقالت قيذافة: ليس هذا الرأي صوابا فإن ذا القرنين ملك عظيم وإذا قتلنا رسوله غضب علينا وقصدنا، ولا ندري كيف يصير آمرنا على آن قتل رسول واحد لا يضر ذا القرنين وأن عنده مثله عشرة آلاف واكثر، فقام ابنها قيذرون وقال لأخيه قش: هذا جزاء ذي القرنين وقد فعل بنا من الإحسان ما فعل فقال قش: إن لم تدعني أقتله قتلتك معه، فقال قيذرون: أنا لا أقصد قتلك لكني لا أدع أن تصل إلى رسول ذي القرنين مكروهة حتى آموت دونه، فلما رأت قيذافة بينهما من الشر دعت ذا القرنين سرا فقالت: يا ذا القرنين قد كنت في قديم ذا رأي فهل عندك حيلة في تسكين الأمر بين ابني والإصلاح بينهما فتنجو بنفسك، قال: وخرج إليهما فقال لهما: اعلما أن ذا القرنين لا يبالي بقتلي فلا يضره وإن كان لك عند ذي القرنين ثأر فأنا أمكنك منه خاليا حتى تفعل به ما تشاء فتدرك ثأرك قال: وكيف تقدر على ذلك؟ قال: يجب أن تخرج معي في قوم من حماة عسكرك ومعك هدايا فاخرة ثم تدخل في غيضة من الغياض عند عسكر ذي القرنين وأتقدم إليه وأخبره أن قيذافة قد أجابت إلى الطاعة وأهدت إليك بهدايا كثيرة ولكن ينبغي أن تخرج فتنظر إليها فإذا خرج أتيت به إلى موضع خال وأضع يدك في يده فترى فيه رأيك، فرضي بذلك قش وعزم على ما قال له، ثم إن قيذافة أكرمت ذا القرنين وأعطته تاجا ثمينا لم ير الناس مثله وبساطا منسوجا بالذهب صور فيه الشمس والقمر والنجوم ومعهما هدايا كثيرة فاخرة فأعطاه قيذرون مثل ذلك وأعطاه قش مثل ذلك وخرج قش معه كما قال حتى قربوا من عسكر ذي القرنين ثم أمرهم بوضع الهدايا عند غيضة هنالك فقال لقش قف ههنا إلى أن آتيك بذي القرنين فإذا أتيت به فاخرج إليه وافعل ما أردت ثم جاء ذو القرنين إلى عسكره وعبأ جنوده كلهم وخرج فيهم حتى أحاط بالغيضة ثم جاء بنفسه وهتف يا هذا الذي يريد ذا القرنين اخرج فخرج قش ورأى العسكر ونظر إلى ذي القرنين فعرف أته صاحبه الذي ماكره فلم يقدر على شيء غير أن يسجد لذي القرنين، فقال: الأمان أيها الملك أسألك أن تهب لي نفسي وتردني إلى أمي التي أحسنت إليك وتحسن إلي كما أحسنت إلى أخي، فوضع ذو القرنين يده في يده وقال: هل وفيت لك بما ضمنت أن أضع يد ذي القرنين في يدك فافعل الآن ما تريد، فقال قش ارحمني ولا تؤاخذني بجهلي فقال له ذو القرنين: لا تخف وأكرمه وأحسن جائزته ورده إلى أمه مكرما ثم إن ذا القرنين سار حتى انتهى إلى أرض ميراس وهم قوم في جزيرة من البحر ونساؤهم في جزيرة آخرى، ولنسائهم ثدي واحد فكتب إلى رجالهم فانقادوا له وأطاعوه ثم كتب إلى النساء ولهن ملكة فكتب اليهن ودعاهن إلى الطاعة وأداء الخراج فكتبت إليه: اعلم أنا ثلاثمائة ألف امرأة وأن
مخ ۳۷۴