352

============================================================

بات (1)0 في ذكر ذي القرنين( قال الله تعالى: وينثلونك عن ذى القرنين [الكهف: الآية 83] الآية، قد اختلف الناس في آمره، وفي اسمه، ونسبه، ووقته، وأنه كان تبئا أم لا، أما نسبه فقال بعضهم: إنه كان ابن عجوز فقيرة لا ولد لها غيره، فأتاه الله تعالى الملك وذلك أنه كان له همة رفيعة فجمع قوما وسار بهم إلى ناحية فاستولى عليها ثم سار إلى أخرى حتى عظم أمره وقال آخرون: لا بل كان ابن ملك وأمه ابنة ملك وقال بعضهم إنه كان ابن ملك يونان ديار الفلاسفة وقال بعضهم بل كان ابن قيصر من قياصرة الروم وأما اسمه قال أهل التاريخ وكثير من أهل التفسير إنه الاسكندر وقال بعض المفسرين إن ذا القرنين غير الإسكندر واختلفوا في تسمية ذي القرنين فقال قوم سمي ذا القرتين لأنه كان نبيا بعثه الله تعالى إلى قوم فكذبوه وضربوه على أحد قرني رأسه فقتلوه فأحياه الله تعالى فسماه الله ذا القرنين، روي هذا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويقال إنه سمي بذلك لأن الله تعالى بعثه نبيا إلى قرن من الناس وكذبوه فأهلكهم الله تعالى وبعثه إلى قرن آخر ويقال سمي ذا القرنين لأنه كانت صفحتا رأسه من صفر وقيل من نحاس وقيل من حديد وقيل من ذهب والله أعلم، قال وهب بن منبه سمي ذا القرنين لأنه ملك فارس والروم جميعا ويقال بلغ قرني الدنيا مشرقها ومغربها ويقال لأنه رأى في منامه أنه أخذ بقرني الشمس فسأل المعبرين فقالوا: إنك تملك الأرض كلها ويقال كان له صغيرتان في رأسه والصغيرة تسمى قرنا، فلذلك سمي ذا القرنين أي ذا الصغيرتين ويقال كان له قرنان في جانبي رأسه من ذهب مثل قرون الظباء والله أعلم. وأما نبوته فقد ذكرنا أن بعض الناس قالوا: كان نبيا، وقال الأكثرون لم يكن نبيا بل كان عبذا صالحا وكان يكون معه أنبياء في صحبته يوحي الله تعالى إليهم فيبلغونه وأما وقته فإن اكثر أهل العلم بالأخبار قالوا إنه كان بعد موسى ثم قال بعضهم: كان بعد عيسى وقال آخرون كان قبله وقال بعض أهل العلم إنه كان بعد نمرود، والأصح أنه كان قبل عيسى وبعد موسى وذلك أن أهل الأخبار اتفقوا على أن الإسكندر هو الذي (1) من أراد زيادة في التفاصيل عن ذي القرنين له الرجوع إلى الشعلبي: العراتس ص 200، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 31/6، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 100/3.

مخ ۳۵۲