============================================================
ذكر أصحاب الكهف العصر فذهبا وسألاهم فقالوا: نعم، فقالوا: أصفاه لنا فلما وصفاه لهم قالوا: إنا تجد في كتابنا نعت نبي يخرج في آخر الزمان هذا نعته الذي تذكران ثم قالوا سلوه عن ثلاثة أشياء فإن أجابكم عن كلها وقال أعلمها جميعا فهو كذاب ليس ببي وإن لم يجبكم فليس بنبي وإن أخبركم عن اثنين وقال في الثالث: لا أعلمه فهو نبي اسألوه عن فتية كانوا في أول الدهر دخلوا غارا فأخفى الله تعالى أمرهم فلا تنقص الأيام والليالي حتى يظهرهم الله تعالى واسألوه عن رجل طاف الأرض وبلغ مشارقها ومغاربها من هو؟ واسألوه عن الروح ما هي قال: فرجع الرسولان إلى قريش وقالا لقريش أتيناكم بالتفصيل ثم أخبراهم بقول اليهود فأتى جمع قريش النبي وسألوه عن الأشياء الثلاثة فقال إن الله تعالى لم يوح في هذه الأشياء الثلاثة بعد فارجعوا إلي غذا لأخبركم بها تيقنا منه بأن الله تعالى يوحي بها إلي ولم يستثن في كلامه ة فلم يرض الله تعالى منه فعاتبه بحبس الوحي عنه خمسة عشر يوما فجعلت قريش تشتم النبي وتقول ألم تعدنا أنك تجيبنا غذا فأين الجواب فخجل النبي واستحيا منهم فجلس في بيته إلى أن نزل عليه جبرائيل باذن الله تعالى فقال يا جبرائيل ما بالك أبطأت عني وتركتني لشماتة الكفار فقال جبرائيل وما نتنزل إلا بأمر ريلك له ما بين أيدينا وما خلفتا} (مريم: الآية 64) الآية ثم أخبره خبر أصحاب الكهف وخبر ذي القرنين وأمر الروح فأخبر النبي الكفار قصة أصحاب الكهف وقصة ذي القرنين بما نزل عليه فقالوا له: الآن ذهبت وتعلمت فذلك قوله تعالى: ولا نقولن لشاىه إنى فاعل ذللك غدا إلا أن يشاء الله [الكهف: الآيتان 23، 24] هذا ما بلغنا من قصة أصحاب الكهف والله أغلم
مخ ۳۵۱