============================================================
ذكر زكريا ويحبى عليهما السلام وأيضا فإنه لو كان لا يحتاج إلى النساء لكان لا يكون له مدخ في ترك الزنا ولا يستوجب له ثوابا والحصور هو الفعول بمعنى الفاعل أي الحاصر نفسه يحصرها أي يمنعها عن الفواحش ونبئا من الصالحين قال رب أن يكوب لى غلكم وكانت أمرأتى عاقرا وقد بلفت من الكبر عتيا قال كذلك قال ريلك هو على هين} [مريم: الآيتان 8، 9) وهو يفعل ما يشاء إن شاء وهب الولد في حال الشباب وإن شاء رزق في حال الشيب ثم قال له وقد خلقتلك من قبل ولو تك شتعا} [مريم: الآية 9] وذلك أعجب من خلق الولد من الشيخين، قال رب أجمل لى ءاية} (آل عمران: الآية 41] أي علامة أعرف أن امرأتي قد حملت، ولم يسأل العلامة على صدق وعد الله تعالى حاشاه عن ذلك قال ماييك ألا تكلر الناس ثلثة أياي إلا رمزا [آل عمران: الآية 41] وقال: ثلكث ليال سوي (مريم: الآية 10] ثم إن امرأته إيلشباع بنت عمران حاضت وطهرت فأتاها زكريا فمن بعد ذلك حملت وهو لا يقدر على الكلام من مخاطبة الناس وأمور الدنيا وإذا أراد أن يذكر الله تعالى أنطق لسانه فذلك قوله تعالى: ألا تكلر الناس ثلثة أياي إلا رمزا [آل عمران: الآية 41] أي إشارة واذكر ريباك [آل عمران: الآية 41) في تلك الأيام { كثيرا وسبخ بالمشي والإبكر} [آل عمران: الآية 41] لأنه كان يقدر على ذلك ومعنى قوله: سويا أي صحيخا من غير خرس، فإذا رأيت تلك العلامة فاعلم أن امرأتك قد حملت فخرج على قومه من المحراب أي بيت المذبح فأوحى إليهم أي أشار، ويقال: كتب لهم على الأرض أن سبحوا بكرة وعشئا ثم إن امرأته ولدت يحيى وشب وأعطاه الله تعالى الحكمة فذلك قوله تعالى: ييخى خذ الكتب بقوو وهاتينه الحكم صبيا (مريم: الآية 12]، قال ابن عباس وذلك آن يحيىن مر يغلمان يلعبون على شاطىء بالطين والماء فدعوه وقالوا: يا يحيى تعال حتى نلعب فقال: سبحان الله ما خلقنا للعب وكان حينتذ ابن آربع سنين فكان يحيى وابن خالته عيسى وقد ذكر بعض الرواة آن مريم حملت بعيسى في الأيام التي حملت أختها بيحيى وكانت مريم لم تشعر بحمل أختها ايلشباع ولا ايلشباع بحمل مريم فدخلت مريم على أختها يوما من الأيام فقالت لها أختها: يا مريم هل شعرت آني قد حملت، فقالت مريم: وهل شعرت آني أيضا حامل؟ قالت: أنت إذا تلدين الرسول الذي بشرنا به في التوراة: إنه يولد ولذ من غير أب وإنها لما دخلت على أختها قالت لها: يا مريم إن الذي في بطنك أفضل من الذي في بطني، قالت مريم: وكيف عرفت ذلك؟ قالت: لأن الذي في بطني يسجد للذي في بطنك كلما التقينا، وقال آخرون: لا بل كان بشارة الله لمريم بعيسى بعد ولادة يحيى بثلاث سنين ولذلك ذكر الله تعالى ذلك بعد قصة يحيى فقال: وإذ قالت المليكة يكمرسم إن الله أصطفنك وطهرك} من المعائب والفواحش إلى قوله: يبشرك بكلمة منه اسمه السيح عيسى ابن مريم} (آل عمران:
مخ ۳۱۲