============================================================
ذكر سليمان عليه السلام كانت عابدة وكانت لها جاريتان جميلتان فغلبهما الشوق فاحتالتا لها لتنجوا منها فقالتا للناس إن سيدتنا تزني برجل يأتيها ثم قالتا: إنا نظهر لكم ذلك فدخلت المرأة يوما في صلاتها فأخذت الجاريتان بياض البيضة وصبتاه في سراويلها وأخرجتا للناس وقالتا إن الرجل دخل وفعل بالمرأة إلا أنه هرب فلم ندركه وهذه نطفته في سراويل المرأة فأخذت المرأة وجرت إلى داود فأمر بعقوبتها فقال سليمان: إن لي في أمرها حكما، فقال: أرنا حكمك فأمر سليمان أن يذنى بسراويل المرأة إلى النار فإن اتعقد ما عليه فهو بياض البيض وإن لم يتعقد وينحل فهو النطفة ففعلوا ذلك فانعقدت الرطوبة فعرفوا أنها ليست بنطفة فخلوا سبيل المرأة بسبب ذلك. ذكر خامسة من أحكامه وهي أن امرأة حملت جرابا من دقيق على رأسها فاعترض لها سائل فسألها شيئا فقالت: ليس معي إلا رغيف واحد، وهذا الدقيق ولكن امض معي إذا خبزت أعطيتك من كل عشرة أرغفة رغيفا فقال السائل: إني مار الطريق ولا أقدر أن آتيك أعطيني هذا الرغيف فأعطته فدعا لها ومضى قال: فهبت الريح شديدة فطرحت الجراب من رأسها فاتخرقت وذرت الريح الدقيق في الهواء فذهبت به فجاءت المرآة داود وشكت إليه ما أصابها من الريح وسألته أن ينصفها منها داود أي من الريح فقال داود: إني لا أقدر على إنصافك من الريح ولكن قد أمرت لك من مالي بألف درهم، فقالت: رضيت فأخذت المال وخرجت فوجدت سليمان جالسا بالباب فسألها عن قصتها فأخبرته فقال: ارجعي إلى نبي الله وقولي له: لا أريد الألف وإنما أريد أن تنصفني من الريح فقالت لداود: فزادها ألفا في كل مرة تخرج ويأمرها سليمان بالرجوع فقال داود من الذي يردك علي بعد الرضاء قالت: صبي بالباب فدعا به داود فإذا هو سليمان فقال له: لم تفعل هذا؟ قال سليمان: لأن قضاءك لها على الريح فريضة وإعطاءك إياها من مالك نافلة والفريضة أولى بك من النافلة فقال داود صدقت فسأل الله أن يأتيه بالريح فجاءته فسألها لم ذهبت بدقيق المرأة، فقالت: الريح أمرني ملك الريح الموكل بي فسأل الله أن يأتيه بالملك فجاءه فسأله فقال : فعلت ذلك لأن جبرائيل جاءني بذلك فسأل داود ربه آن يأتيه بجبرائيل فنزل عليه فسأله فقال: كانت سفينة في البحر قد تشققت وكادت تغرق فأمرني الله أن آمر ملك الريح حتى يأمر الريح فتذهب بالدقيق فتسد شقوق السفينة فلا تغرق ففعلت فنجت السفينة بذلك السبب وأن الله يأمرك أن تطلب أصحاب السفينة وتأخذ ثلث أموالهم التي كانت فيها فتعطيه المرأة ففعل ذلك داود فبلغ عشرة أوقار أي دراهم، ثم سأل المرأة وقال أي شيء صنعت اليوم الذي ذهبت الريح بدقيقك فقال: أعطيت فقيرا رغيفا وقلت له: كذا وكذا، فقال داود هذا لك الرغيف في الدنيا مع ما لك من الثواب عند الله عز وجل. وكانت له حكومة سادسة وهي ما ذكر الله في نص القرآن قوله عز وجل وداورد وسليمكن إذ يحكمان فى الحرث إذ نفشت فيه غنم
مخ ۲۵۳