============================================================
ذكر داود عليه السلام قال في سجوده إللهي طالما أحسنت إلي فإنك في الرحم صورتني ومن الظلمات إلى النور أخرجتني ثم جعلتني علما في الهدى ومعدن التقى واتيتني النعمة والرخاء وتتابع النعماء وصرفت البلاء فكيف أصنع إذا سألتني يوم الحساب عن شكر نعمتك وجازيتني في خطاياي بنقمتك إللهي فأقلني عثرتي وأنعشني من صرعتي ولا تقنطني بجريرتي وكفى بك عليما أن أتعرض لسخطك إللهي أنقذني غذا فأقلني عثرتي إللهي أتقفني غذا موقف الخاطين في اليوم المشهود إللهي إن غفرت لي فقديما ما غفرت، وإن سترت علي فطالما سترت، وإن صفحت عني فأنت قديم الطول والإحسان يا صريخ الأخيار وولي الأبرار إن كان قد خلق وجهي لخطيئتي عندك فإني أسألك بحق آبائي المهتدين وأسألك بحق إبراهيم وإسماعيل وإسحلق ويعقوب وأسألك آن تفرج عني كما فرجت عنهم وتغفر لي ذنبي بفضلك ورحمتك. ويروى آنه قال سبحانك خالق الذي يحول بين المرء وقلبه سبحانك خالق النور أسألك أن تغفر لي برحمتك ولا تباعدني من مغفرتك، سبحانك خالق النور أعوذ بوجهك الكريم من شر ذنوبي التي أوبقتني سبحانك خالق النور اعترفت بخطيئتي فلا تجعلني من القانطين سبحانك خالق النور إذا ذكرت خطيئتي آنسيت من كل خير وإذا ذكرت سعة رحمتك رجوتها قال: فنودي من فوقه يا داود أجائع أنت فنطعمك أم ظمآن فنسقيك أم مظلوم فننصرك فقال: إللهي لا بل مذنب فأخاف ذنبي وأخشى عذابك وعقوبتك وأرجو عفوك ومغفرتك فنودي يا داود ألم أشيد ملكك ألم أقو ركنك ألم أجعلك رسولا نبئا وولئا ألم أعدك جزيل الثواب وكريم المآب؟ لم يشغلك ذكر يوم الحساب عن شهوة منقطعة ولذة منصرمة أما علمت آن عبادي وخواصي يشغلهم ذكري عن اتباع الشهوات وركوب اللذات ومتابعة الخطايا والزلات فقال: إللهي بل فعلت فأكثر من ذلك فلك النعمة ولي الملامة فنودي يا داود فقال: لبيك يا سيدي لولا واليت على نفسي أن أشكر حسناتك وأتجاوز عن سيئاتك لعاقبتك ولكني غفرت ذنبك اليوم وساترها عليك ولذلك قال: فغفرنا لهر ذلك وإن لثر عندنا لزلفى وحسن معاب [ص: الآية 25] ثم نودي: ارفع رأسك فلم يرفع حتى جاءه جبرائيل فرفعه وهناه بالمغفرة فقال: إللهي قد غفرت ذنبي فكيف أصنع بأوريا وقد ظلمته وانتزعت امرأته وقدمته للقتل وأنت حكم عدل فكيف حالي إن أخذني يوم القيامة وقذمني إليك، فروى وهب أن الله تعالى قال: اذهب إلى قبره فنحه لك فناده واستحلل منه فانطلق داود حتى جاء قبر أوريا فناداه يا أوريا فأجابه أوريا لبيك لبيك من هذا الذي أيقظني من نومتي وقطع علي لذتي فقال داود: أنا، قال ما جاء بك يا نبي الله تعالى قال: أسألك أن تجعلني في حل مما صنعت قال: وما ذاك؟ قال: عرضتك للقتل قال: إنك عرضتني للجتة اذهب فأنت في حل فرجع داود مسرورا فأوحى الله تعالى إليه يا
مخ ۲۴۴