============================================================
ذكر داود عليه الشلام إن هلذا أخى لد تسع وتسعون نعجة (ص: الآية 23] ولم يكن أخاه ولم يكن له نعجة قلنا قد قال أبو عبد الله في كتاب الحجج إن هذا كان منهم على سبيل المثل كأنه يقول أرأيت إن كان هذا أخي آي صاحبي ويسمى الأخ صاحب والصاحب أخا وكان له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة ففعل بي كذا وكذا ماذا يكون الحكم بيننا فلم يدخل في هذا كذب مثاله رجلان بينهما خصومة فوكل كل واحد منهما وكيلا فحضر الوكيلان مجلس الحكم فادعى أحدهما أن لي على هذا مائة درهم، وأنكر الآخر فإن قوله لا يكون كذبا لأنه يريد لو كان عليه ذلك ماذا كان الحكم بيننا كذلك هلهنا وقال قوم يجوز لو أعطى على الله تعالى الملكين ما ذكراه من أن كان لأحدهما نعاخ وللآخر نعجة واحدة حتى كان قوله صدقا وقال بعض الناس إن الخصمين كانا رجلين من البدلاء دخلا على داود وكان الله تعالى آلهمهما ذلك لينبهاه على فعله بأوريا وقد كان لهما النعاج وكان أحدهما قال للآخر: اكفلني نعجتك حتى لم يكن قوله كذبا والأولى ما قاله أبو عبد الله فلما قضى داود بينهما ونسب الرجل إلى الظلم فتبسم المدعى عليه فغضب داود وقال: تظلم فإذا قضى عليك تضحك ما أحوجك إلى قدوم يرضى به منك هذا وهذا أي رأسه وظهره فقال الملك إن أحوج إلى أن يرضى بالقدوم لا أنت ثم غابا في عينيه ويقال: خرجا من عنده فدعا داود الموكل بباب الصومعة فقال له: من هذان الرجلان الداخلان علي ولم تركتهما فدخلا علي وشغلاني فقال: إني لم آر أحذا دخل عليك ولا خرج من عندك فقال: بلى، دخل علي شخصان فقضيت بينهما وخرجا كأنك كنت نائما ولم تر أحذا، فقال: فادع إلي الحجاب فدعاهم له فعاتبهم بمثل ما عوتب الموكل بالباب فقالوا: إنا لم نر أحذا دخل عليك ولا خرج من عندك قال سبحان الله تعالى دخل علي خصمان وكان كذا وكذا فقالوا: أما نحن فلا يمر بنا أحد فبعث من سأل الحراس بالباب فقالوا مثل قول الحجاب فعند ذلك تفكر داود وعرف آنهم كانوا ملائكة دخلوا ذلك ولم يعلم بهم أحذ وإنما قالوا مثل ضربوه له في أمر أوريا، وفي بعض الروايات أنه لما قال للخصم ما قال من نسبته إلى الظلم قال: إن أحق مني بالملامة من كان له تسع وتسعون امرأة ولجاره واحدة فاحتال حتى ضم امرأة جاره إلى نسائه ثم خرجا فذلك قوله وظن داؤد أنما فيله} (ص: الآية 24] ويروى آثه لما قضى بينهما قاما من بين يديه وهما يقولان قضى الرجل على نفسه فسمع داود قولهما فتفكر ماذا يريدان فألهمه الله تعالى أن ذلك كان مثلا له لينبهه على فعله في باب امرأة أوريا فخر ساجذا باكيا يروى آنه سجد آربعين يوما لم يرفع رأسه إلا لصلاة مكتوبة أو حاجة لا بد للإنسان ولم يأكل ولم يشرب ولم ينم في تلك الأيام حتى نبت العشب من دموعه حول رآسه وهو يستغفر ويتضرع إلى الله تعالى وروي آنه
مخ ۲۴۳