210

============================================================

ذكر موسى عليه السلام موسى فصالحني على شيء أؤديه فصالحه موسى بإذن الله تعالى من كل آلف دينار على دينار ومن كل ألف درهم على درهم، ومن كل ألف شاة على شاة، وكذلك في جميع الأشياء من كل آلف على واحد منه فرجع قارون إلى منزله فلم تسمح به نفسه فقال لموسى: لست أقدر على هذا وقال لعامة بني إسرائيل إن موسى قد ادعى النبوة واتخذكم تبعا له والآن فهو يطلب منكم الزكاة، يريد أن يتخذ من أموالكم لنفسه مالا فلا تطيعوه فقالوا له: أنت سيدنا وكبيرنا ورأينا لرأيك تبع فيما تقول فقال قارون نحتال حيلة ليذهب عزه ومنزلته عند الناس فلا يطيعونه ثم آمر حتى دعيت بامرأة فاجرة كانت في بني إسرائيل وضمنوا جعلا على آن تقذف موسى بنفسها على آنه دعاها وفجر بها فضمنت لذلك، ويقال إن قارون ضمن لها مائة دينار، فقالت: عجلوا إلي بما ضمنتموه لي فإن الكذب على نبي الله تعالى آمر عظيم فأكون قد جعلت على شيء إذا فعلت ذلك فأعطوها ما رضيت، ثم اتى قارون إلى موسى فقال له: إن بني إسرائيل قد اجتمعوا لتأمرهم بما أمرك الله تعالى فخرج موسى إليهم وهو في براز من الأرض فقال: يا بني إسرائيل إن الله تعالى أمرني أن أقطع من سرق وأجلد من افترى وأرجم من زنى إذا كان محصنا، فقال قارون: ولو كنت أنت يا موسى قال موسى: ولو كنت أنا قال قارون: فإن الناس يزعمون أنك فجرت بفلانة، قال موسى: ادعوها فإن قالت ذلك فالأمر كما قالت، فلما جاءت إلى موسى قال لها موسى: يا فلانة أترعمين آني فجرت بك قالت: لا، والله وإنك لبريء من ذلك ولكن هؤلاء جعلوا لي جعلا على أن أقذفك بنفسي فوالله لا أفعل ولا أفتري على رسول الله تعالى فغضب موسى لذلك غضبا شديذا ووثب فسجد لله تعالى وقال في سجوده اللهم إن هؤلاء قالوا ما قالوا، ويروى أنه أخذ عصاه وخرج إلى الجبل وألقى نفسه على الأرض وتمرغ في التراب فقال الله تعالى له يا موسى أعطشان أنت فنسقيك آم (جائع)(1) فنطعمك أم ذو حاجة فنقضيها لك، فقال: يا رب قال لي بنو إسرائيل كذا وكذا، وقال قارون كذا قال: فما تريد؟ قال: أريد أن تأمر الأرض فتطيعني قال: قد جعلنا الأرض في طاعتك فرجع موسى إلى محلة بني إسرائيل فقال للأرض خذيهم فأخذتهم إلى ركبهم فقال خذيهم فأخذتهم إلى أوساطهم فقال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون يا موسى أغثنا فقال: يا أرض خذيهم فخسفت بهم أجمعين ويروى آنه دخل على قصر قارون وذهب إلى هارون من يخبره بآن موسى قد رجع غضبان ودخل على قارون فخرج هارون ليدرك موسى فجاء وموسى قد أمر الأرض أن تأخذ قارون فأخذته إلى عنقه فاحتضن هارون رأس قارون وقال: يا أخي إنه ابن عمنا (1) جاء في الأصل (جيعان) والصواب ما ثبتناه.

مخ ۲۱۰