============================================================
ذكر موسى عليه السلام الكنوز ودفنها وأول من ركب الأرجوان(1) وأول من خرج وأركب معه الجواري والغلمان في زينتهم، ويروى أنه كان له ألف غلمة. ويقال ثلاثمائة، قال الله تعالى: فخج على قويه فى زينت} [القصص: الآية 79] وذلك أنه خرج ومعه ثلاثمائة غلام في لباس الديباج ومناطق الذهب والفضة على سروج من الذهب والفضة وعليهم الثياب الملؤنة وثلاثمائة جارية على بغال شهب عليها سروج الذهب والفضة وعليهن ألوان الحلي والحلل مزينات بأنواع الزينة وخرج هو على برذون أشهب عليه صنعة الأرجوان فوق سرج من الذهب وعليه أنواع الديباج والحلي، وذلك كله مكلل بالدر والياقوت وكان إذا ركب أمر الرجال أن يحملوا معه البدور من الدنانير والدراهم يمشون بين يديه قال الله تعالى: ومانيته من الكوز ما إن مفاتحه لننوا بالعصبة أؤلى القوة} [القصص: الآية 76] قيل وذلك أنه كان يحمل على أربعين رجلا بدور الذهب والفضة يمشون بين يديه حيث أقبل وأدبر، ويقال: لا، بل كانوا يحملون مفاتيح خزائنه وكانت له من الخزائن ما جعل لكل خزانة مفتاحا صغيرا مثل وزن المثقال أو أصغر ثم اجتمع له من مفاتيح خزائنه ما كان يحتاج في حمله الى أربعين رجلا ذوي قوة فيمشون بها بين يديه فقال له خيا بني اسرائيل لا تفرح إن الله لا يحث الفرحين وابتغ فيما مائتلك الله النار الاخرە ولا تن نصيبلق مب الدنيا [القصص: الآيتان 76، 77] إلى آخر الآية، قال: إنما أوييشد على علي عندى (القصص: الآية 78] يعني على صنعة الذهب. وقال الكلبي: وذلك أن الله تعالى لما أمر جبرائيل بتعليم موسى صنعة الذهب والكيمياء علمه ثلاثة أشياء من صنعة الذهب فعلم موسى منها واحدة أخته، وكانت أخته امرأة قارون وواحدة قارون فاحتال قارون حتى تعلم ما كان عند امرأته وما كان عند هارون فجعل يصنع الذهب حتى اجتمعت له من الكنوز ما لم يجتمع لأحد قبله ولا بعده، فلذلك قال: إنما أوتيشه على علي عندى [القصص: الآية 78] يعني علم كيمياء الذهب أنكر أن يكون ذلك من فضل الله، قال الله تعالى: أولم يعلم اب الله قد أهلك ين تبلوه مرب القرون من هو أشد منه قوة وأكير جمعا ولا يتكل عن ذنوبهد الشجرمون} إلى قوله ولا يلقكها إلا الصبرون} ([القصص: الآيات 78 - 8) ثم اختلف أهل الأخبار في سببه يعني قارون وعصيانه وهلاكه، قال بعضهم: كان قارون ابن عم موسى وكان ممن تبع فرعون وملكه فرعون على بني إسرائيل قبل آن يبعث الله موسى إلى فرعون، فلما جاء موسى امن به قارون ظاهرا وهو منافق في السر، فلما جاوز موسى بني إسرائيل البحر كان معه قارون على تفاقه فلما نزلوا التيه وبقوا فيه وأنزل الله تعالى على موسى الشرائع وفيها الزكاة، قال قارون: إنا لا نطيق من الزكاة ما يطلبه (1) الأرجوان: الثوب الأحمر الذي يجلس عليه الملوك هكذا جاء في حاشية المخطوط ورقة (310) .
مخ ۲۰۹